احتج أولياء تلاميذ مدرسة "مسعد محمود" ببلدية بئر العاتر (97 كلم جنوبتبسة)، في اليوم الأول من الدخول المدرسي، حيث منعوا أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، مغادرين المؤسسة بعد لحظات من دخولها، وهم حزينون بسبب عدم التحاقهم بمقاعد دراستهم التي انتظروا انطلاقها بفارغ الصبر، خاصة التلاميذ الجدد. حسبما أكده الأولياء المحتجون، فإن سبب استيائهم يتعلق بعدم استكمال المقاولين لأشغال الترميم التي استفادت منها المؤسسة، والوضعية التي كانت عليها المؤسسة خلال أول يوم من الدخول المدرسي التي وصفوها بالكارثية، فقد كانت الساحة عبارة عن أكوام من التراب، بعد إزالة سكن وظيفي كان يتوسطها قبل الدخول المدرسي بأيام قليلة، بالإضافة إلى عدم إتمام عملية إنجاز دورات المياه التي انطلق فيها المقاول منذ شهور وتوقفت، ناهيك عن تصدع جزء من سور المؤسسة الخارجي الذي بات يشكل خطرا كبيرا على حياة أبنائهم المتمدرسين بالمؤسسة. في لقاء "لمساء" مع الأولياء، عبروا عن غضبهم الشديد لوضعية المدرسة الكارثية التي تعاني تدهورا فظيعا، فقد فتحت أبوابها سنة 1969 ولم تشهد أية عملية ترميم منذ ذلك الوقت، علما أنه يدرس بها حاليا 380 تلميذا. فمن يقصد هذه المؤسسة التعليمية يتساءل عن وجود سكن قديم يتوسط ساحتها، ويشكل خطرا حقيقيا على حياة التلاميذ، خاصة أن جدرانه قديمة ومهترئة، وتشكل خطرا على حياة التلاميذ، ناهيك عن جعله مكانا لرمي مختلف النفايات. والخطر الأكبر يشكّله العمود الكهربائي المتواجد بجانب السكن، على التلاميذ والمعلمين، دون تحرّك السلطات المعنية لوضع حل له، رغم قيام الأولياء بمراسلة كل مدير يعين بالمؤسسة، لكن بدون جدوى. من جهة أخرى، أكد الأولياء الحال المزرية التي آلت إليها بعض الحجرات من تشقق وتصدع الأسقف، مما جعلها تحوّل أرضية القسم إلى برك مع كل تساقط للأمطار، تضاف إليها وضعية المطعم المدرسي، والمشكل الأهم وضعية دورات المياه الكارثية، حيث تفتقر المدرسة لدورة مياه خاصة بالمدرسين، مع وجود دورة مياه واحدة للتلاميذ الذين يشكلون صفا أو طابورا طويلا قبل دخولها بالتناوب، فضلا عن صهاريج المياه التي تشكّل خطرا آخر حسب تصريحات الأولياء، فصهاريج المياه بهذه المؤسسة التعليمية تعاني الصدأ، رغم أنها تستخدم للشرب، وفي مطعم المؤسسة أيضا، مما يعرض صحتهم للخطر، خاصة أنه تم تسجيل العديد من حالات الإصابة بداء الفيروس الكبدي من نوع "أ" في أوساط تلاميذ بعض المدارس. وعدت مصالح البلدية والدائرة بوضع حلول عاجلة لمشاكل هذه المؤسسة، مؤكدين على النقائص الكثيرة التي تشكو منها مدرسة "مسعد محمود"، مع بذل قصارى الجهد لتهيئة الساحة وإتمام أشغال دورات المياه، في انتظار التكفل بجميع المطالب الأخرى خلال الأيام القليلة القادمة.