طالب الرئيس بوتفليقة أمس الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول أمس بالعمل على استقرار السوق النفطية، معربا عن ثقته في هذه الهيئة بالنظر إلى النضج الذي بلغته. وأكد رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها أمس الأربعاء في افتتاح الندوة الاستثنائية ال151 لمنظمة "الأوبيك" بوهران أن القرارات التي سيخرج بها هذا الاجتماع ستأخذ في الحسبان الانعكاسات المترتبة على الاقتصاد العالمي، كما وصف الاجتماع الطارئ هذا بأنه يبعث على الاطمئنان بما يهدف إليه من حماية للمنظمة وصيانة لمصالح أعضائها. وبخصوص الأزمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي أعرب الرئيس بوتفليقة عن أمله في أن تجدد الدول العظمى المصنعة، العهد مع المسار الأمثل لنمو اقتصادي تطبعه الديمومة ويتقاسمه الجميع، ودعاها في هذا الصدد إلى اتخاذ إجراءات صائبة وعادلة تمكنها من تحقيق هذه الغاية. وكانت الندوة افتتحت أمس بمشاركة الدول الأعضاء في الأوبيك بالإضافة إلى وفود دول مصدرة غير عضوة وعلى رأسها روسيا وسوريا وعمان وأذربيجان التي أبدت مساندتها المسبقة لقرارات ندوة وهران بشأن تقليص الإنتاج. وكان السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي للمنظمة قد ألح في تدخله على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية، مؤكدا على استعداد الجزائر لبذل كل ما في وسعها لتحقيق أهداف المنظمة بما يخدم مصالح أعضائها ويعمل على استقرار أسعار النفط في السوق العالمية التي عرفت تراجعا كبيرا. وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم مما تبذله البلدان المصدرة للنفط من جهود كبيرة في مجالي الاستثمار وتوفير العرض في مجال النفط. فإن ممارسة المضاربة ساهمت في تذبذب السوق النفطية مما يتطلب الآن تظافر جميع الجهود لإيصال سعر النفط إلى مسوي مقبول خلال سنة 2009 إذ لا يجب ان يقل عن 75 دولارا للبرميل، وذلك من خلال الخطوة البناءة والايجابية التي اتخذتها السعودية بتقليص انتاجها بحوالي 800 ألف برميل يوميا الشيء الذي يمثل حوالي 30? من انتاجها الوطني. يذكر أن منظمة الدول المصدرة للنفط التي تغطي 40 ? فقط من الإنتاج العالمي تسعى اليوم بل هي ملزمة برفع التحدي لاسترجاع ما ضاع منها خلال شهرين فقط من خلال تدهور قيمة البرميل بأكثر من 70? بعدما كان 147 دولارا ليصبح الآن في حدود ال 40 دولارا للبرميل. وإذا كانت الأزمة المالية الحالية سببها المضاربين في سوق النفط كما جاء ذلك على لسان السيد شكيب خليل وزير الطاقة والرئيس الحالي لمنظمة الأوبيك فإن الأزمة ليست أزمة طاقة، حيث لا يعقل أن ترتفع الأسعار النفطية بشكل ملفت للانتباه لتتدهور بعد ذلك وفي ظرف قياسي بشكل أكثر غرابة كما قال السيد علي النعيمي وزير النفط السعودي الذي دعا دول المنظمة إلى رفع التحدي وخفض الإنتاج واحترام القرارات المتخذة وعدم تجاوز حصتها الإنتاجية، ولعل انخفاض الطلب على النفط ماهو إلا نتيجة للركود الاقتصادي العالمي كما قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و ذلك سيؤدي حتما ولو بعد مدة قليلة أو متوسطة المدى إلى تعديل العرض كون الاستمرار في إغراق السوق بالنفط لمن لا يشتريها أمر ضار أكثر من نافع للجميع من منتجين ومستهلكين وبالتالي فإن آثاره السلبية ستكون ظاهرة عى كل المجتمعات في مجالات التنمية التي تتعطل أو فقدان مناصب الشغل أو حركية الانتاج والاستهلاك. ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي يجب أن يفهمه أعضاء المنظمةبالعمل على التوصل إلى تنظيم العرض من خلال تقليص الانتاج أولا ثم التحكم في آليات البيع حتى لا تفتقد الثقة المفقودة أصلا وتعود الأمور الى مجاريها كما قال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في كلمته التي ألقاها أمام أعضاء منظمة الأوبيك.