من محاسن الصدف أن يجتمع على ''ناس الباهية'' وهران منذ أيام قليلة، حدثان هامان إن لم نقل تاريخيان، أولهما زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إليهم حاملا معه عديد المشاريع التنموية الجديرة بالإشادة، كونها ستغير لا محالة وجه المدينةوهران ''الباهية''، وستضفي على المشهد حركية تنموية تهدف في الأساس إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطن أينما حل وارتحل، وثانيهما هو انعقاد الاجتماع الاستثنائي لمنظمة ''الأوبيك'' في الفترة نفسها، الذي تمخض عنه القرار التاريخي بالتزام الدول الأعضاء بضرورة تخفيض إنتاج النفط مع ضرورة احترام هذا القرار الاستثنائي الذي أكد بخصوصه جميع المشاركين أنه قرار مصيري وتاريخي، خصوصا وأن مثلما وصفه وزير النفط القطري من شأنه إعادة التوازن للأسعار بسوق النفط بعد ذلك التراجع الذي شهدته في المدة الأخيرة، مما سيعود بالإيجاب على اقتصاديات جل الدول الأعضاء في الوقت الذي يشكو فيه العالم بأسره من تداعيات الأزمة المالية العالمية. هذا القرار التاريخي لأعضاء ''الأوبيك'' إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التوافق الكبير الذي صارت تشهده مواقف الدول الأعضاء للأوبيك في ظل رئاسة الجزائر للمنظمة من جهة، ومدى النضج السياسي مثلما حرص على تأكيده كذلك رئيس الجمهورية في كلمته للمجتمعين، التي ستحتم بقرارها هذا على جميع البلدان المنتجة للنفط وتغري غير الأعضاء بأن تخفض مستوى إنتاجها هي الأخرى بما فيها روسيا التي يرتبط اقتصادها ارتباطا وثيقا بالأسعار العالمية للبترول وهي من ثم ملزمة بالإسهام في عمل ''الأوبيك'' بغية ضمان استقرار السوق وتمويل استثماراته في هذا القطاع وكذلك الأمر بالنسبة لدولة المكسيك. وإن أمعنا جيدا النظر في حصيلة قرارات هذا الاجتماع الاستثنائي لمنظمة ''الأوبيك''، فإننا لا محالة نتيقن أنها جديرة بالتثمين، وما الحراك الاقتصادي والتنموي المتواصل لبلادنا إلا خير دليل على أن هناك جهودا كبيرة بذلت من مختلف القطاعات، وذلك تحت ظل سياسة راشدة شهدت لها الدول الأخرى وستظل شاهدة على نسبة التنمية التي بلغتها الجزائر في كل المجالات، ويكفي الجزائر فخرا أنها أعادت صورتها الساطعة في المحافل الدولية وكلمتها مسموعة وصارت مثالا يقتدى به في البناء المؤسساتي والديمقراطية، وكذا جذب المستثمرين رغم صيحات المعتوهين هنا وهناك.