أحيت ولاية سكيكدة أمس، الأحد الذكرى ال 62 لاستشهاد البطل الرمز زيغود يوسف، مهندس هجمات 20 أوت التاريخية بالشمال القسنطيني، بتوجه السيد درفوف حجري والي سكيكدة رفقة السلطات المدنية منها والعسكرية، إلى جانب الأسرة الثورية وبعض رفاق الشهيد من الأحياء وبعض من عائلته، إلى منطقة الحمري، مكان استشهاد العقيد زيغود يوسف ببلدية سيدي مزغيش، حيث وقف الوفد الولائي بالمعلم التذكاري المخلد للذكرى، حيث تم رفع العلم على وقع النشيد الوطني، وقُرئت فاتحة الكتاب للترحم على روح الشهيد، كما استحضر الدكتور أحسن تليلاني من خلال كلمات ألقاها أمام الحضور السيرة الذاتية للشهيد وأهم الخطوط العريضة التي ميزت كفاحه، من أهمها عبقريته في التخطيط والتحضير لهجمات 20 أوت 1955. ولد البطل الرمز الشهيد زيغود يوسف في 18 فيفري 1921 بقرية «سمندو» التي تحمل اليوم اسمه بولاية قسنطينة. دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية في صغره إلى جانب تردُّده على الكتاتيب القرآنية لتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم. بعد حصوله على شهادة التعليم الابتدائي باللغة الفرنسية، غادر مقاعد الدراسة بسبب وضعه الاجتماعي ولأن الاستعمار لم يكن في كثير من الأحيان يسمح للجزائريين بالتعلم، فراح يتطلع إلى النضال السياسي متأثرا بخطب الإمام ابن باديس. انخرط في حزب الشعب الجزائري وعمره 17 عاماً، وأصبح سنة 1938 المسؤول الأول للحزب بعنابة. بعد انتخابه ممثلاً لحركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1948، انضمّ للمنظمة الخاصة التي أُوكل إليها توفير الشروط الضرورية لاندلاع الكفاح المسلح، وكان لمجازر الثامن ماي 1945 الأثر البالغ في انضمامه إلى الحركة. في سنة 1950، ألقت الشرطة الاستعمارية القبض عليه بتهمة الانتماء إلى المنظمة الخاصة وظلّ بالسجن إلى غاية أبريل 1954 حيث تمكّن من الفرار بمعية بعض من رفاقه. 1954 يلتحق باللجنة الثورية للوحدة والعمل بعد مقتل البطل الشهيد ديدوش مراد، تولى زيغود يوسف خلافته على رأس الولاية التاريخية الثانية، ويعود له الفضل الكبير في التخطيط للهجمات التاريخية بالشمال القسنطيني الذي كان له أثر كبير في التجنيد الشعبي من أجل معركة التحرير. في 20 أوت 56، وخلال إنعقاد مؤتمر الصومام الذي وضع الهياكل التنظيمية للثورة، عُيِّن زيغود يوسف عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية مع ترقيته إلى رتبة «عقيد» في جيش التحرير وتأكيده قائداً للولاية الثانية. بعد عودته إلى الولاية الثانية وشروعه في تنفيذ قرارات المؤتمر، وخلال إحدى جولاته لتنظيم الوحدات العسكرية سقط زيغود يوسف شهيدا في ميدان الشرف على إثر كمين في 23 سبتمبر 1956 وضعه العدو بمنطقة الحمري بسيدي مزغيش ولاية سكيكدة. وقد شهدت العديد من بلديات ولاية سكيكدة إحتفالات مميزة بهذه الذكرى، كما احتضنت دار الثقافة محمد سراج بعاصمة الولاية الاحتفالات الولائية من خلال تنظيم معرض حول الذكرى وكذا عرض أفلام ثورية، وتقديم محاضرات نشّطها الدكتور أحسن تليلاني حول الشهيد.