تُعتبر المناطق الشمالية والجنوبية الغربية لولاية تيارت، ممثلة في بلديات فرندة، عين الحديد، تخمارت، عين كرمس، مدريسة، سيدي عبد الرحمن، الروصفة ومادنة من بين المناطق التي تعرف أزمة حقيقية في التزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة مقر الدائرة عين كرمس، التي يعاني سكانها منذ عقدين من أزمة المياه. 35 ألف ساكن يتزودون من منطقة طعاوشة ببلدية مدريسة، لكن بكمية قليلة جدا، جعلت ساكنة البلدية يتكبدون مشاكل كبيرة لاقتناء كميات من المياه. ورغم محاولات السلطات إيجاد حل نهائي وجذري للقضاء على المشكل، إلا أنه لايزال قائما إلى حد الآن في ظل افتقاد المنطقة إلى مصادر للمياه. والأمر نفسه ينطبق على المناطق الغربية كبلديات السبت وتيدة، وأجزاء من بلدية واد ليلي، التي تعاني، هي الأخرى، من قلة مصادر المياه والملوحة الكبيرة للمياه الموجهة للاستهلاك بالنسبة لساكنة بلدية السبت، فيما تعرف بلديات تيدة وأجزاء من بلدية واد ليلي تذبذبا كبيرا في توزيع المياه الصالحة للشرب، جراء نقص المصادر، خاصة أن تلك المناطق تتزود من الآبار العميقة، لكن تبقى الكميات الموجهة لهم قليلة جدا. ولحل هذا المشكل العالق، أفاد مدير الموارد المائية بولاية تيارت مؤخرا، بأن دوائر فرندة وعين كرمس سيودّعون نهائيا أزمة العطش ونقص المياه الصالحة للشرب مع نهاية السنة الجارية، بعد إنهاء أشغال إيصال المياه من الشط الشرقي والتي هي جارية، حيث رصدت المصالح المعنية غلافا ماليا معتبرا قُدر ب 125 مليار سنتيم للعملية، التي تبقى من ضمن أولويات الجهات المركزية والمحلية لتوفير المياه الصالحة للشرب لأكثر من 140 ألف نسمة بالدائرتين، خاصة مقر دائرة عين كرمس التي يعاني سكانها كثيرا من نقص المياه، جراء غياب مصادر للتموين، والاعتماد الكلي على منبع الطعاوشة ببلدية مدريسة، لكن الكمية الموجهة لهم قليلة جدا مقارنة بحجم الاستهلاك. وأكد المدير الولائي للموارد المائية بالولاية، أن هناك مشروعا ثانيا سيدخل مجال التجسيد، خُصص له غلاف مالي معتبر هو الآخر، قُدر ب 130 مليار سنتيم، لإيصال المياه من الشط الشرقي إلى بلديات الروصفة، مادنة، سيدي عبد الرحمن وأجزاء من سيدي بختي، حيث تم رصد مخزون معتبر من المياه الجوفية بإقليم الشط الشرقي يتجاوز ملياري متر مكعب، وقد يتم استغلالها أحسن استغلال لتزويد ساكنة الجهة الغربية والشمالية الغربية لولاية تيارت، التي تُعتبر من المناطق الأكثر تضررا من ناحية نقص المياه الصالحة وغياب مصادر التموين. وثمّن مدير الري الدور الكبير الذي تلعبه السلطات الولائية والمركزية من خلال رصد أغلفة مالية معتبرة لتوفير المياه الصالحة للشرب بالكمية والنوعية المطلوبتين، فيما تسجل المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية للولاية مثل دوائر قصر الشلالة، حمادية، مهدية السوقر وعين الذهب، اكتفاء من ناحية التزود بالمياه الصالحة للشرب؛ كون تلك المناطق تعرف ثروة مائية باطنية هائلة، جعلتها في منأى عن أزمة مياه الشرب. ويعرف سكان مقر الولاية تيارت ودوائر الرحوية ومشرع الصفا، اكتفاء، خاصة أنهم يتزودون من مياه سد بن خدة، الذي سجل حتى نهاية أوت الماضي، حوالي 30 مليون متر مكعب، وهي كمية معتبرة في انتظار الأمطار المرتقبة مع الشهر الحالي وشهري نوفمبر وديسمبر. وتُعتبر التسربات المائية المسجلة عبر العديد من النقاط بولاية تيارت، من بين أهم النقاط السوداء لملف تسيير المياه الصالحة للشرب بعدة مناطق بولاية تيارت، حيث إن كميات لا يستهان بها من المياه تضيع هدرا، في غياب تدخل المصالح التقنية، وإن تدخلت في بعض الأحيان فإن تدخلها ناقص وغير مجدٍ، مما يجعل الأمور تراوح مكانها، وتضيع كميات كبيرة من المياه، الوضع الذي يتطلب حصر جميع النقاط والتدخل السريع والناجع للمصالح المعنية للقضاء على هاجس التسربات نهائيا، حتى تتخلص الولاية من أكبر هاجس بعد الندرة في مصادر التموين، التي مازالت قائمة بالمناطق الشمالية والجنوبية الغربية للولاية، خاصة على مستوى دوائر فرندة وعين كرمس والمناطق الغربية، التي ينتظر سكانها بشغف كبير، إنهاء مشروع الشط الشرقي للقضاء نهائيا على مشكلة المياه، حيث وعدت السلطات المعنية أنه خلال نهاية السنة الجارية، سيتم إنهاء المشروع، ونفس الشيء بالنسبة لتزويد سكان المناطق الغربية وعاصمة الولاية.