تتجه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات نحو إقرار إجبارية تلقيح الأطفال ضد داء الحصبة "البوحمرون"، بعد تسجيلها عزوفا من قبل الأولياء عن تطعيم أبنائهم مما أدى إلى عودة حالات الإصابة بعدة ولايات قدرت ب23 ألف حالة منها 16 حالة وفاة خلال 2018. وحسب مصدر مسؤول بوزارة الصحة، فإن إجبارية التلقيح ستكون من خلال اشتراط تقديم دفتر التطعيم وإثبات الخضوع للتلقيح ضد البوحمرون قبل تسجيل الأولياء أبناءهم للتمدرس. وأوضح المسؤول أن التحقيق الوبائي الميداني، الذي قامت به وزارة الصحة، مؤخرا، أثبت حتمية إقرار إجبارية التلقيح من أجل حماية أطفالنا والقضاء نهائيا على الوباء وضمان عدم ظهوره مرة أخرى، مرجعا عودة ظهور حالات الحصبة إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم خلال الحملتين المنظمتين في مارس 2017 وما بين 25 ديسمبر 2017 و7 جانفي 2018 والتي مست نسبة 40 بالمائة فقط من الفئة المستهدفة التي تتراوح أعمارها بين 6 و14 سنة. فيما تقدر نسبة التلقيح ضد البوحمرون في السنة الماضية ب70 بالمائة. علما أن وزارة الصحة تسعى إلى رفع هذه النسبة إلى 95 بالمائة على المستوى الوطني، بهدف تقليص عدد الوفيات الناجمة عن مضاعفات الحصبة، التي ما تزال تتسبب في وفاة عدد من الأشخاص سنويا.قرار وزارة الصحة المنتظر بإجبارية التلقيح ضد البوحمرون ،تفرضه الضرورة الملحة بعد تسجيل تزايد في حالات الإصابة بالداء من جهة، واستجابة لمطلب الأخصائيين والفاعلين في قطاع الصحة بجعل هذا التلقيح إلزاميا، من بينهم عمادة الأطباء وعلى رأسها بقاط بركاني الذي دعا الحكومة لتجسيد هذا المطلب المعمول به في العديد من الدول في أقرب أجل ممكن، موجها أصابع اللوم والاتهام للأولياء الذين يمتنعون عن تلقيح أطفالهم. وأوضح بقاط أن الحصبة مرض غير خطير يستوجب مواجهته بالوقاية وان العكس سيجعل منه مرضا قاتلا، وخير دليل على ذلك الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصحة، معتبرا ذلك نتيجة متوقعة بالنظر إلى أن أغلب هؤلاء لم يخضعوا للتلقيح. وكان مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة الدكتور جمال فورار، قد كشف عن تسجيل 23 ألف حالة إصابة بالبوحمرون منذ عودة ظهور الوباء سنة 2018، 16 منها حالة وفاة. مؤكدًا بأن الوزارة وفدت فرقا طبية للولايات التي ظهر بها الوباء خاصة ولايتي مستغانم وباتنة للتحقيق في الوضع. وضمن استراتيجيتها الجديدة ستشرع وزارة الصحة بداية من السنة المقبلة في اعتماد طريقة تنبيه جديدة تستهدف الأولياء وعلى الخصوص الأمهات بتذكيرهم بمواعيد التلقيح الخاصة بالأطفال. وهي المبادرة التي تندرج ضمن برنامج وزارة الصحة لرقمنة حملة التلقيحات وتحصين الأطفال ضد الحصبة. وستكون عملية رقمنة حملة التلقيح نافذة بداية من 2019 وذلك بالتنسيق مع الوحدات الصحية، التي ستمكن الوزارة من جمع المعطيات الخاصة بالأولياء المعنيين بالحملات التي تنظمها سنويا لفائدة الرضع والأطفال في سن التمدرس بغرض الاستعانة بها في توجيه رسائل نصية قصيرة عن طريق الهواتف النقالة إلى الأمهات. وأضاف السيد فورار بأن رقمنة برنامج التلقيح، يتزامن مع شروع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في تنفيذ الرزنامة الجديدة للتلقيح الخاصة بفئة الأطفال، ابتداء من السنة المقبلة وهذا بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية، بغرض توسيع الحملة لتشمل أيضا الأطفال في سن السادسة بصفة إجبارية، لتحصينهم ضد البوحمرون والحصبة الألمانية، وذلك بعد إخفاق الحملة التي أطلقتها الوزارة السنة الماضية على مستوى المؤسسات التعليمية، بسبب تخوف الأولياء من التأثيرات الجانبية للقاح، إثر انتشار إشاعات بشأن عدم صلاحية الأمصال المستوردة من الخارج من طرف معهد باستور، وهو ما تم تفنيده من قبل الوصاية. وأضاف المصدر أن تذكير الأولياء بموعد التلقيح عبر الرسائل القصيرة سيمكنهم من التوجه في الوقت المناسب إلى المركز الصحي الأقرب إليهم لتلقيح أبنائهم، على أن تخص العملية في المرحلة الأولى 11 ولاية نموذجية، قبل أن يتم تعميمها على باقي الولايات.