تعهدت وزيرة الصناعة الغابونية إيستيل أوندو، بالأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي يواجهها المتعاملون الجزائريون الذين يرغبون في الاستثمار بالغابون، إضافة إلى العديد من التدابير من أجل تشجيع المنتوجات الجزائرية على ولوج السوق المحلية. وأشارت الوزيرة، خلال زيارتها لأجنحة صالون المنتوجات الجزائرية بليبروفيل الذي افتتح يوم الثلاثاء، برفقة الأمين العام لوزارة التجارة شريف عماري، وسفير الجزائر في الغابون، إلى أن وزارتها ستمنح تسهيلات و امتيازات لرجال الأعمال الجزائريين من أجل الاستثمار في بلدها. وبعد أن أشادت السيدة أوندو، بتنظيم صالون المنتوجات الجزائرية بليبروفيل، الأول من نوعه في الغابون سجلت ارتياحها لنوعية المنتوجات المعروضة، مؤكدة في هذا السياق أن بلدها «يعمل دوما من أجل تعزيز العلاقات التجارية أكثر مع الجزائر». من جهته أعلن السيد عماري، أنه سيتم عقد اتفاق تجاري على هامش التظاهرة بغية السماح للمتعاملين الجزائريين الولوج للسوق الغابونية. موضحا في هذا الشأن «للولوج إلى السوق الغابونية يجب أولا المرور عبر موزعين كبار، مضيفا أنه ستنعقد جلسة عمل مع نظيره الغابوني بخصوص مسألة الضرائب و الرسوم المطبقة على استيراد بعض المواد في الغابون». على سبيل المثال فإن استيراد المنتوجات الغذائية في الغابون يخضع للضرائب الجمركية، فيما تعفي الأدوية والعتاد و الأسمدة والآلات والمواد الاولية الموجهة لتحويل الخشب. وفي هذا الصدد حث الأمين العام لوزارة التجارة، رجال الأعمال على الاستثمار في الغابون لا سيما في المجالات الواعدة مثل الخشب والفلين و مواد البناء، مذكرا بإعداد وزير التجارة السيد جلاب، لخارطة طريق لسنتين تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة عن طريق التظاهرات الاقتصادية الجزائرية في الخارج. وكان الأمين العام لوزارة التجارة شريف عماري، عقد عدة لقاءات في العاصمة الغابونية ليبروفيل، مع الوزيرة الغابونية للصناعة والمقاولة الوطنية إيستيل أوندو، وكذا مع الأمين العام لوزارة التجارة الغابونية بارتيليمي نغولاكيا، حيث بحث معهما فرص الشراكة الاقتصادية الثنائية. ونظم الاجتماعان الأربعاء الأخير، على هامش المعرض الخاص بالمنتجات الجزائرية الذي انطلقت فعالياته في عاصمة الغابون في ال27 نوفمبر الماضي وتختتم غدا الأحد. وقد حيت السيدة أوندو، مبادرة تنظيم هذا المعرض الجزائري الأول من نوعه في الغابون «الذي من شأنه تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين». وأشارت إلى أن الجزائر أحرزت تقدما في العديد من القطاعات خاصة في مجال الزراعة، بما جعلها تدعو إلى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، إضافة إلى ذلك قالت إنه يجب على البلدان الإفريقية أن تتجه إلى تطوير التعاون جنوب جنوب لكي تصبح «تنافسية» و»قوية». من جانبه أبلغ السيد عماري، الذي كان مصحوبا بالعديد من رجال الأعمال الجزائريين المسؤوين الغابونيين عن وجود عدة فرص للتعاون في مختلف القطاعات، كما أكد أن الجزائر تعمل على تطوير صادراتها خارج المحروقات وتعزيز نسيجها الصناعي لتنويع اقتصادها وتدعيم وجودها على المستوى القارة الإفريقية. وأشار إلى أن وزير التجارة سعيد جلاب، قد صاغ خارطة طريق على مدى عامين بهدف نشر ديناميكية جديدة من خلال مختلف الفعاليات الاقتصادية الجزائرية في الخارج. وبالإضافة إلى ذلك وخلال اجتماعه مع نظيره الغابون ناقش الطرفان على نطاق واسع تعزيز العلاقات التجارية بين بلديهما. وشكل الاجتماع فرصة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين للتعرف على التسهيلات الممنوحة للمستثمرين الراغبين في دخول السوق الغابوني، وقال نغولاكيا، إن بلاده شرعت في تفعيل مسار التنمية الصناعية والتجارية، مؤكدا على ضرورة ربط علاقات تعاون «مستدام» مع الجزائر، كما أبلغ الوفد الجزائري بأن وكالة ترويج الاستثمار الغابونية ترافق المستثمرين الأجانب الراغبين في الولوج إلى السوق الغابوني في إطار «عمليات رابحة لكلا للطرفين». من جانبه رحب عماري بتنظيم هذا المعرض الأول من نوعه والذي سمح بالتعرف على المنتجات الجزائرية في الغابون متمنياً أن يتوج بالشراكة بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين. وتجري فعاليات المعرض الخاص بالمنتجات الجزائرية في الحديقة النباتية بالعاصمة الغابونية على مساحة تبلغ 1.500 متر مربع أعدت لسبعين شركة جزائرية أغلبها تنشط في قطاع الزراعة والأغذية، وكذا في الصناعات الميكانيكية والإلكترونية والأجهزة المنزلية والكيميائية والبتروكيماوية وقطاع الأشغال العامة.