أعرب ما يزيد عن 450 من الشباب المدمنين عبر بلديات العاصمة، رغبتهم في التخلص من تعاطي المخدرات، خلال التقرب من أجنحة القافلة الوطنية لمكافحة المخدرات، التي نظمتها الجمعية الجزائرية "مستقبل الشباب" المختصة في مكافحة الإدمان، حسبما أفاد به رئيس الجمعية، خالد بن تركي، مشيرا إلى أن توافد الشباب على القافلة كان تعبيرا عن رغبتهم الكبيرة في إيجاد سبيل للخروج من دوامتهم التي تقضي على شبابهم وحياتهم. جابت القافلة الوطنية التي نظمتها الجمعية، تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة والترفيه للولاي، 13 مقاطعة، حسب برنامج تم تقسيمه على مختلف بلديات العاصمة، سلط الضوء على أكثر البلديات التي تنتشر بها الأحياء الشعبية بهدف التقرب حسب المتحدث من الفئة المدمنة المتمركزة عادة في تلك الأحياء. أشار المتحدث إلى أن بلدية الحراش استقطبت أكبر عدد من الشباب المدمنين. من جهة أخرى، سجلت بلدية الأبيار أقل نسبة، رغم تجاوب المارة مع القافلة، إلا أن تسجيل الشباب في قائمة المدمنين كانت جد محتشمة. يقول بن تركي "تتميز القافلة بمنح الشباب المدمن فرصة الإقلاع عن تعاطي المخدرات، بمرافقتهم وتوجيههم نحو مراكز الإصغاء والعلاج، لأن الإدمان يجعلهم مرضى ولابد من العناية بهم، مثلهم مثل باقي المصابين". وقال رئيس الجمعية، إن العملية التي قامت بها القافلة هي التقرب من الشباب، بتحسيسهم وتوعيتهم بمخاطر الإدمان، مشيرا إلى تخصيص جناح للإصغاء واستقبال الشاب المدمن وتقديم نقاط عريضة لمجموعة من النصائح التي لابد من السير وفقها على هامش هذه القافلة ، يتم حينها تسجيل أسماء الذين كانوا صريحين مع فرقة التحسيس بإدمانهم، بهدف التواصل معهم مباشرة بعد اختتام القافلة التي تحط آخر رحالها يوم 13 ديسمبر بمقاطعة بئر مراد رايس، لمحاولة مساعدتهم على التخلص نهائيا من تلك العادات السيئة. على صعيد آخر، أوضح المتحدث أن الجمعية خلال حملتها، رصدت فئة مختلفة من المدمنين الذين يخجلون من تقديم أنفسهم، والتواصل مباشرة مع الأخصائيين في القافلة، بل يفضلون حفظ رقم الجمعية، ثم الاتصال بها بعدها، مضيفا أن نسبة 10 بالمائة من الراغبين في العلاج أبدوا ذلك بطريقة غير مباشرة. يشير بن تركي في الختام، إلى أن الجمعية سجلت 45 مدمنا في اليوم، وهو عدد كبير، ولاسيما أن الجمعية لم تمس كل النقاط بالعاصمة، يقول "هناك الكثير من المدمنين، أضعاف هذا العدد الذين لم تتمكن الجمعية من التواصل معهم، أو بالأحرى البعض الذين يخفون إدمانهم عن المحيط الذي يعيشون فيه".