يتّفق الجميع على أنّ بلدية قرطوفة الواقعة على بعد سبعة كلم من تيارت إلى الغرب، وتربط كل المناطق الغربية للوطن، استفادت في السنوات الأخيرة من العديد من المشاريع التنموية في عدة مجالات، لها ارتباط وثيق بحياة قاطنيها وكلّ المناطق الريفية المتاخمة كشميط، قرية تامدة وغيرهما، على غرار إيصال الغاز الطبيعي، المياه الصالحة للشرب، قنوات الصرف الصحي وتهيئة عدّة أحياء بها. رغم هذه الإنجازات، تبقى المعضلة رقم واحد، التي ماتزال تلاحق بلدية قرطوفة، تتمثّل في الطريق الوطني رقم 23 الذي يتوسّط البلدية والمتّجه إلى كلّ المناطق الغربية للوطن، ويعرف حركة مرورية كثيفة من خلال آلاف المركبات التي تعبره يوميا، خاصة الشاحنات المحمّلة بالمازوت والبنزين القادمة من مركب آرزيو. وتكمن خطورة هذا الطريق في جزئه الرابط بين مدينة تيارت وبلدية قرطوفة، على امتداد سبعة كيلومترات، بسبب موقعه أسفل الجبل، وأصبح يشكّل خطرا حقيقيا على مختلف المركبات والراجلين، بسبب الانهيارات الصخرية التي تحصل في كلّ مرة، ما يتطلّب من القائمين على القطاع العمل على إيجاد حلّ نهائي للمشكل الذي عمّر طويلا، من خلال استحداث طريق اجتنابي أسفل الطريق الحالي، يربط تيارت بقرطوفة انطلاقا من غابة الصنوبر الواقعة بمدخل مدينة تيارت. من جهة أخرى، أصبح هذا الطريق الضيق الموروث من العهد الاستعماري غير قادر على استيعاب الكم الهائل من المركبات العابرة يوميا، كما لم ينطلق فعليا مشروع تهيئة الطريق البلدي الذي يربط الطريق الوطني رقم 23 بالطريق الوطني رقم 90، على مسافة خمسة كلم غير بعيد عن قرية تامدة، رغم إنهاء كلّ الإجراءات الإدارية والتنظيمية، منها المناقصة التي انتهت إلى تعيين المقاولة المكلفة بالإنجاز، والتي لم تباشر أشغالها لعدم استلامها الأمر ببداية الأشغال، ما جعل مستعملي الطريق وسكان تلك المناطق يطالبون السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي، بضرورة التدخّل لتجسيد هذا المشروع الحيوي الهام.