لا يزال فيروس طاعون المجترات يهدد رؤوس الماشية عبر عدد من الولايات، خاصة وأن مديرية المصالح البيطرية تشير إلى إصابة أكثر من 12 ألف رأس عبر 12 ولاية، الأمر الذي استدعى إطلاق حملة وطنية لتلقيح القطعان بلقاحات الحمى القلاعية بهدف حصر انتشار الفيروس في انتظار وصول أولى طلبيات اللقاحات من خارج الوطن. كشف المفتش البيطري لحسن بن عباس، من مفتشية البيطرة لولاية خنشلة، عن تسجيل نفوق أزيد من 60 رأس ماعز لدى أحد الموالين بإقليم بلدية بابار بسبب داء طاعون المجترات الصغيرة، وحسب البيطري، فإن الموال المعني قام مؤخرا بشراء عدد من رؤوس الماعز من خارج الولاية، مما يرجح حسبه سبب إنتشار طاعون المجترات في قطيعه. من جهتهم دق الموالون بالولاية ناقوس الخطر بعد تسجيل حالات مماثلة عبر عدد من المناطق على غرار تاحمات بإقليم سيار دائرة ششار 50 كلم جنوب عاصمة الولاية، بعد تكبّد أحد الموالين خسارة كبيرة تمثلت في نفوق 130 رأسا بين الغنم والماعز، وهي نفس الوضعية التي يعاني منها باقي الموالين. من جهتها تسهر المصالح البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية بولاية وهران، على تجسيد الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء ، من خلال اتخاذ جملة من الاجراءات الهادفة إلى تحسيس المربين بضرورة تطهير اسطبلات تربية المواشي وعدم الاختلاط ببعضها البعض لتفادي انتقال العدوى. كما قررت المصالح البيطرية تجنيد 30 بيطريا من القطاعين العام والخاص للإشراف على الحملة التحسيسية لفائدة المربين، مع توزيع المواد المطهرة والشروع في تلقيح القطعان السليمة لضمان عدم إصابتها بالفيروس القاتل، مع الحرص على ضرورة إعلام المصالح في حالة تسجيل حالات مشبوهة ودفن الخرفان المصابة. أما بولاية بومرداس، فكشفت مفتشية البيطرة عن تسجيل بؤرة معزولة وحيدة لداء طاعون المجترات الصغيرة مست 31 رأسا، وحسب مفتشة البيطرة واضي ليديا، فقد تم التحكم في انتشار الفيروس من خلال وضع القطيع تحت الحجز الصحي، وتخص أحد المربين قدم إلى بلدية خميس الخشنة من ولاية أخرى، ليتم اكتشاف إصابة معزه بالفيروس. وكإجراء وقائي واحترازي لمنع انتشار الفيروس يجري حاليا التحضير وبقرار من والي الولاية، لغلق كل أسواق الماشية عبر الولاية، ومنع تنقل المواشي بداخل أو خارج الولاية إلا للذبح وبتصريح مسبق من المصالح البيطرية. كما قررت مصالح ولاية ميلة، غلق جميع أسواق الماشية لمدة 30 يوما حفاظا على سلامة المواشي من الإصابة بداء الحمى القلاعية وداء طاعون صغار المجترات، وذلك لحماية الثروة الحيوانية، مع العلم أنه لم تسجل ولا حالة إصابة إلى غاية اليوم. وحسب مدير المصالح الفلاحية مسعود بن دريدي، فإن نقل المواشي عبر إقليم الولاية لا يكون إلا نحو أقرب المذابح فقط وبحيازة شهادة صحية بيطرية، كما تم تنصيب خلية مراقبة للمواشي تعمل بالتنسيق مع بياطرة الولاية البالغ عددهم 43 بيطريا عموميا و77 آخر خاصا مفوضا من طرف المصالح الفلاحية. على صعيد آخر تم أول أمس، إطلاق قافلة تحسيسية ضد داء طاعون المجترات والحمى القلاعية ستجوب كافة دوائر ولاية ميلة ال13 لتحسيس المربين والموالين من خطر هذه الأوبئة، تتكون من المفتشين البياطرة ورؤساء الأقسام الفرعية الفلاحية، فضلا عن ممثلي المجلسين المهنيين لشعبتي الحليب واللحوم. من جهتها سجلت مفتشية البيطرة بولاية تيارت، مؤخرا، 7 بؤر يشتبه في إصابة المجترات الصغيرة الموجودة بها بداء الحمى القلاعية. وحسب المفتش البيطري مهدي قوادرية، يتعلق الأمر بقطعان الأغنام بكل من بلديات السوقر، توسنينة، الفايجة، عين الذهب، مدريسة، مدروسة، تخمارت، وقد تم تحويل عينات من دم هذه القطعان نحو المخابر المختصة لتحليلها بعد تسجيل نفوق بعض المواليد. وفي انتظار نتائج التحاليل المخبرية التي تؤكد أو تنفي إصابة هذه القطعان بداء الحمى القلاعية، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعزل القطعان المشتبه فيها ومنع تنقل المواشي، كما تم غلق أسواق المواشي عبر تراب الولاية تفاديا لتفشي العدوى أو تنقلها من ولايات أخرى.