أضحت القمامة من أهم المعالم التي تشكل ديكورا لحي 400 مسكن ببرحال، فالأوساخ لم تترك مكانا بهذا الحي إلا وغزته، والرائحة الكريهة أصبحت تنبعث من كل الزوايا، ولم تسلم منها حتى المداخل الرئيسية للعمارات، أما نقاط جمع القمامة فقد بلغت مرحلة متقدمة من التعفن . ويسجل سكان الحي اضطرابا كبيرا في برنامج وتوقيت جمع الفضلات، إذ قد تغيب هذه الاخيرة أياما وأسابيع لتتفطن بعدها لوجود حاويات وقد تخمرت وأصبحت تسيل منها سوائل متعفنة تبقي آثارها متجذرة على الأرصفة والطرقات، لتساهم في تدهور الوضع البيئي، أما الجرذان، الكلاب، والأبقار فهي حيوانات اعتاد السكان على التعايش معها، وأصبحت الكلاب التي تتجول بكل حرية وفي وضح النهار تشكل خطرا على حياة المواطنين وأطفالهم الذين أتعبتهم الشكاوى والتظلمات التي رفعت إلى البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري للنظر في مشكلة المياه القذرة بعد أن ضاقت بها أقبية العمارات، لتجد طريقها الى معابر وممرات الراجلين، مشكلة سيولا "كريهة" وجد فيها الناموس والذباب ضالته للتكاثر، في ظل انسحاب الجهات المعنية الإدارية والمنتخبة والتي إن تدخلت فإن تدخلاتها تكون غالبا محتشمة وغير دائمة وفق مخطط ذي فعالية ونجاعة، وقد زاد في ضائقة السكان الصمت الذي يشبه التواطؤ على حد تعبير أحد المواطنين أمام الإزعاج المتزايد للباعة المتجولين الذين حولوا حيهم الى سوق ازدهر فيه بيع الخضر والفواكه على الطرقات والأرصفة، وزاد باعة الدجاج في تفاقم الوضع، حيث يلجأ هؤلاء الباعة إلى ذبح الدجاج على الارصفة التي تقابل مباشرة عمارات الحي، غير آبهين بالشروط والقوانين التي تضبط مثل هذه التجارة، وعلى ضوء هذا الوضع المزري فإن سكان حي 400 مسكن ببرحال يناشدون السلطات المحلية بعنابة أن تتدخل لإخراج حيهم من القمامة التي يغرق فيها.