نشط المخرج علي عيساوي، بدار الثقافة «مالك حداد» بقسنطينة، صباح أمس، ندوة صحفية بحضور العديد من الوجوه الفنية المعروفة على الساحة الوطنية، تحدّث فيها عن تفاصيل فيلمه «البوغي»، الذي أُنتج في إطار مشاريع «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015»، ورأى النور بعد ثلاث سنوات من العراقيل والتهميش. أكد عيساوي أن خروج الفيلم إلى النور وإلى قاعة السينما في عرض شرفي، هو الأول بعد مرحلة ما بعد الإنتاج، عقب العرض الرمزي الذي تم في 16 أفريل 2016 بمناسبة اختتام فعاليات «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، يُعدّ انتصارا له وللطاقم التقني والفني الذي رافقه طيلة ثلاث سنوات، رافضا الحديث عن الفترة التي تم فيها وضع الفيلم في الدرج لعدة أشهر. وقال إنّ المهم هو خروج الفيلم للعلن، وأنّه لا يريد العودة إلى المسلسل الأسود الذي عاشه طيلة الفترة السابقة. واعتبر عيساوي أن خروج الفيلم إلى قاعات العرض كان بفضل إرادة الطاقم التقني ورجال من قسنطينة وجهود عدد من الفنانين، على غرار حسان بن زراري الذي ساعد في الإنتاج، مؤكّدا أنّ الدور الكبير الذي قام به الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وعلى رأسه المدير سامي بن الشيخ الحسين، كان له الدور الكبير في إنهاء هذا العمل المستمَد من التراث المحلي القسنطيني. وقال منشط الندوة الصحفية إن فيلم البوغي استنزف كلّ وقته خلال ثلاث سنوات الفارطة، وأصبح شغله الشاغل، حيث تحوّل الأمر إلى قضية «نيف»، مضيفا أنّ كل عمله كان منصبّا على إتمام مرحلة ما بعد الإنتاج في ظلّ وجود بعض الأطراف رفض الكشف عنها، والتي حاولت وأد هذا المولود الجديد في المهد، مؤكدا أنه تحرر بعد انتهاء هذا العمل الفني، وسينطلق في مشاريع جديدة على غرار المسلسلات وأعمال «السيتكوم». وبخصوص الطاقم الفني الذي عمل معه، أشاد عيساوي بكل الأسماء التي شاركت معه والتي اختارها، مؤكّدا أن اختياراته لم تخيّب أمله، على غرار الأسماء المشهورة في صورة بهية راشدي التي تمثل دور الأم عائشة، وبن خليفة عبد الباسط وعدد من فناني قسنطينةو على رأسهم عنتر هلال، حسان بن زراري، علاوة زرماني، نور الدين بشكري والسيدة صبرينة، مضيفا أن كاتب النص حسان بولمرقة لعب دورا كبيرا في إيجاد اللغة المناسبة بدون أن ينسى الحديث عن دور البطولة الذي أُسند للفنان الشاب المغني عباس ريغي، الذي رغم خوضه أول تجربة سينمائية إلا أنه أبدع بطريقة مبهرة، حسب شهادة المخرج، الذي تحدّث عن مشروع مع التلفزيون الجزائري لعرض الفيلم في شكل مسلسل من سبع حلقات خلال شهر رمضان المقبل. وعن ظروف تصوير الفيلم، أكد عيساوي أنها استغرقت 51 يوما، وصادفته العديد من المشاكل التقنية، خاصة في المدينة القديمة، مثل السويقة، البطحة وسيدي جليس، في ظل تغير نمط المعيشة وكثرة أصوات الضجيج مقارنة بالفترة الزمنية للفيلم التي تعود إلى القرن التاسع عشر، حيث اضطر المخرج للاستنجاد بديكور للمدينة القديمة بمنطقة البعراوية ببلدية الخروب. كما تحدّث عن الميكساج الذي كان ثمنه باهظا بالجزائر، واضطره للتوجه نحو تونس لإتمامه. وتم عرض فيلم «البوغي» الذي يروي قصة حب بطلته «نجمة» في زمن مضى عنه أكثر من قرن بقاعة العرض بدار الثقافة «مالك حداد»، عشية أمس، بحضور السلطات المحلية والمدنية وعدد من الوجوه الفنية والعائلات القسنطينية التي تابعت باهتمام هذه الأسطورة التي بدأت بأغنية، وتحولت إلى عمل مسرحي قبل أن تجد لها مكانة داخل إطار السينما.