مازالت تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة تستأثر باهتمام كل الصحف العالمية التي تصدرت صفحاتها الأولى صور القصف ومشاهد الدمار التي خلفتها المجزرة الإسرائيلية. وأجمعت مختلف الصحف العالمية على تأكيد قلقها العميق إزاء ما يحدث في غزة من إبادة إنسانية حقيقية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما تجاوزت حصيلة الضحايا الآلاف بين شهداء وجرحى معظمهم من المدنيين العزل. وبالرغم من اختلاف رؤى ووجهات نظر كل صحيفة باختلاف انتماءاتها وتوجهاتها حول ما يجري في غزة من تقتيل وتجويع ودمار إلا أنها التقت في نقطة أساسية وهي ضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف فوري لإطلاق النار. وكتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقول أنه "من الواجب التحرك فورا لأن الاستنكار يتزايد مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين لهذه المأساة الجديدة التي يعيشها الفلسطينيون". وكتبت صحيفة "ليبراسيون" عن أمالها في أن يكون هناك تدخل فعال من قبل الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما والدول العربية. وقالت انه يجب على اوباما ان يتحلى بالشجاعة السياسية الكافية لممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على وقف عدوانها دون انتظار تسلم مهامه الرسمية في ال20 من الشهر الجاري. وأضافت انه يجب على الدول العربية ممارسة ضغوط على حركة حماس لإقناعها بوقف استهداف إسرائيل بالصواريخ. وفي الوقت الذي وصفت الصحافة الإيطالية ما يحدث في غزة بالمأساة بالنسبة للمدنيين نددت الصحافة اليونانية بشدة بما وصفته ب"مذبحة القتلى" في غزة. وانتقدت صحيفة "دوتش زانتاغ" الألمانية بشدة المساعي الدبلوماسية التي لم تفلح لحد الآن من وضع حد للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ ال27 ديسمبر الماضي. ونددت صحيفة "لوسوار" البلجيكية بما وصفتها بالوقاحة إلى درجة جيشان النفس لمن قالت بأنهم أبطال الرواية في إسرائيل وحركة حماس وحتى مصر التي ترفض فتح حدودها مع قطاع غزةوالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعطل أي قرار داخل مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار. ولم تستثن الصحيفة الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي التي اعتبرت أن الهجوم الإسرائيلي على غزة دفاع عن النفس. وهي التصريحات التي استنكرتها بعنف الصحافة الجزائرية حيث وصفت صحيفة "لوكوتديان دورون" بالحماقة النازية موقف التشيك من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وأعربت عن آمالها في أن تعيد براغ مراجعة هذا الموقف. غير أن صحيفة "تايم" المستقلة البريطانية حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية عدم التوصل إلى سلام دائم في منطقة مادمت ترفض الاعتراف بإسرائيل. وطالبت صحيفة "ناوا أو وقت" الباكستانية الدول العربية والإسلامية بتوجيه إنذار نهائي إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا والأمم المتحدة لسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتوجه نحو إقامة دولة فلسطينية وإلا مقاطعة البضائع والسلع وقطع كل علاقة مع الدول التي تدعم إسرائيل. في حين اعتبرت صحيفة "مليات" التركية الواسعة السحب انه في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية إراقة المزيد من دماء الأبرياء بدون رحمة فإن الغضب ينمي مشاعر التطرف التي تهدد السلام والاستقرار في العالم أجمع.