* email * facebook * twitter * google+ توالت ردود الفعل العربية والإسلامية أمس، المستنكرة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أبدى من خلالها نية الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة في واحدة من خرجاته "الاستفزازية" وحتى "العنصرية" والتي تكشف تدريجيا على معالم خطته في منطقة الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن". فبعد أن رسم اعتراف بلاده بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها، ها هو الرئيس ترامب يعطي مجددا ما لا يملكه لمن لا حق له فيه، عندما قال في تغريدة مساء أول أمس، عبر "تويتر" إنه "حان الوقت بعد 52 عاما أن تعترف الولاياتالمتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان التي تتسم بأهمية إستراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي". وهو تصريح لم يكن غريبا ولا حتى مفاجئا من رئيس أمريكي لم يخف منذ الوهلة الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض انحياز إدارته المفضوح إلى جانب إسرائيل، بل وتعمد في كل مرة ترجمة مواقفه المنحازة إلى واقع ملموس. وبقدر ما يحمل مثل هذا التصريح من مخاطر على وضع عام متوتر في منطقة الشرق الأوسط بقدر ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية جد مستنكرة ومحذّرة من تبعاته، حيث أدانت سوريا ب«أشد العبارات" تصريحات ترامب التي وصفتها ب«لا مسؤولة ولن تغير أبداً من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا"، وقالت إنها تؤكد "انحياز الولاياتالمتحدة الأعمى" لكيان الاحتلال الإسرائيلي. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إن "هذا الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبّر وبكل وضوح عن ازدراء الولاياتالمتحدة للشرعية الدولية، وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981. الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولاياتالمتحدة والذي يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان ويعتبره باطلاً ولاغياً ولا أثر قانونياً له". وأضاف المصدر أنه "جليا للمجتمع الدولي أن الولاياتالمتحدة بسياساتها الرعناء التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين، الأمر الذي يستوجب وقفة جادة من دول العالم لوضع حد للصلف الأمريكي، وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم". ونفس الموقف عبّر عنه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الذي حذّر من خطورة إقدام الولاياتالمتحدة على الاعتراف بالجولان السوري المحتل تحت سيادة إسرائيل، وقال على حسابه في موقع "تويتر" إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل واليوم يقول إن لأمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة إسرائيل"، وأضاف أن "الخطوة القادمة هي عدم استقرار وشلال دم في المنطقة". من جانبه عبّر وزير الخارجية الإيراني احمد جواد ظريف، عن صدمته لتصريحات الرئيس الأمريكي الرامية للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلّة، وقال "كلنا مصدومون من تصريحات دونالد ترامب، الذي يواصل في إعطاء ما لا يملكه إلى إسرائيل العنصرية.. أولا القدس والآن الجولان". كما ندد بهرام قاسمي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مما وصفها بالتصريحات "الخطيرة" لقرارات ترامب "العشوائية" وسياسته واتهمه بأنه يدفع بهذه المنطقة الحساسة باتجاه أزمات متتالية. أما المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، فقد اعتبر مساندة الإدارة الأمريكية للأنشطة غير الشرعية لإسرائيل في مرتفعات الجولان السورية المحتلة "دعما لسياسة الاحتلال وتعميق الصراعات"، وأكد في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر" تعليقا على تصريح ترامب، على أن القانون الدولي يضمن وحدة أراضي البلدان. وقال إن "محاولة الإدارة الأمريكية شرعنة الأنشطة غير المشروعة لإسرائيل المحتلة لأراضي فلسطين في مرتفعات الجولان تعني دعم سياسة الاحتلال وتعميق الصراعات". وحتى الاتحاد الأوروبي خرج عن صمته بتأكيد تمسكه بعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان رغم تصريحات ترامب، حيث قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانتشيش، بأن الاتحاد الأوروبي "لا يزال لا يعترف بأن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل". وأضافت "لم يتغير موقف الاتحاد الأوروبي وهو لا يعترف تماشيا مع القانون الدولي بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ جوان 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان ولا يعتبرها بالتالي جزءا من أراضي إسرائيل". يذكر أن إسرائيل احتلت الجولان السوري سنة 1967 وفي عام 1981 أقر الكنيست الإسرائيلي قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي ما يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلّة.