أكد السيد نور الدين موسى وزير السكن والعمران أمس أن برنامج رئيس الجمهورية لإنجاز أكثر من مليون وحدة سكنية سيسلم في آجاله المحددة بالنظر إلى الحصيلة الإيجابية المحققة حتى نهاية 2008، حيث بلغت نسبة تقدم البرنامج 83 بالمائة مع استكمال إنجاز أكثر من 827 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، منها أكثر من 220 ألف وحدة في سنة 2008 وحدها. وسجل الوزير خلال اللقاء التقييمي الذي جمعه بمقر الوزارة بمدراء السكن والتجهيز العمومي والمدراء العامين لدواوين الترقية والتسيير العقاري لاستعراض حصيلة نشاط القطاع في 2008، وتوقعات سنة 2009، تحسن نوعية السكنات من جهة والوتيرة السريعة التي ميزت تقدم مشاريع القطاع خلال سنة 2008 من جهة أخرى، حيث سجلت حصيلة 2008 تقدما بنسبة 22 بالمائة مقارنة بسنة 2007، التي كانت قد عرفت إنجاز 177983 وحدة سكنية من مختلف الصيغ. ويعود هذا التحسن في الآداء وفي الآجال حسب السيد موسى إلى وعي المسؤولين المشرفين على متابعة البرامج وإلى جملة التدابير والتنظيمات القانونية المتخذة من قبل الحكومة ومسؤولي القطاع، ولا سيما منها تلك المتعلقة بإعادة تنظيم العلاقة بين المتعاملين وأصحاب المشاريع من اجل تفادي تعطيل البرامج وتسريع وتيرة الانطلاق في تلك التي كانت متوقفة من جهة، وكذا إعادة النظر في الأعباء والاعتناء بالنوعية في الإنجاز من جهة أخرى. وتشمل صيغ السكنات المسلّمة خلال 2008، والبالغ عددها الإجمالي حسب تقرير مدير البرامج السكنية بالوزارة 220843 وحدة سكنية، 57657 سكن عمومي إيجاري، 37145 سكن اجتماعي تساهمي 1827 سكنا بصيغة البيع بالإيجار 104968 مسكنا ريفيا علاوة على 19246 وحدة سكنية من الصيغ الأخرى على غرار السكنات الترقوية. كما عرفت سنة 2008 الانطلاق في إنجاز 227 ألف وحدة سكنية جديدة منها 66820 مسكنا عموميا إيجاريا. وأكد الوزير في حديثه عن توقعات حصيلة القطاع لسنة 2009، أن الهدف المتوخى هو إنهاء بين 250 و270 ألف وحدة سكنية من ضمن 530573 وحدة سكنية تبقى في طور الإنجاز، والتي تعرف نحو 770060 وحدة منها تقدما معتبرا يفوق 77 بالمائة، في حين تشير وثيقة توقعات التسليم التي أعدتها وزارة السكن والعمران إلى انه من المرتقب تسليم 59277 وحدة سكنية في الثلاثي الأول من السنة الجارية، 59604 وحدة في الثلاثي الثاني، 61884 في الثلاثي الثالث و94739 وحدة في الثلاثي الرابع، بينما يصل عدد السكنات المقرر الانطلاق في انجازها في نفس السنة إلى 224020 وحدة سكنية. واستنادا إلى الحصيلة الإجمالية الموزعة حسب السنوات لمدى تقدم برنامج رئيس الجمهورية الذي انطلق بمليون وحدة سكنية ليتعزز بعد ذلك بأزيد من 400 ألف وحدة سكنية أخرى في إطار برامج تنمية مناطق الجنوب والهضاب العليا والقضاء على السكنات الهشة، فقد عرف هذا البرنامج الضخم تقدما معتبرا منذ انطلاقه، حيث عرفت سنة 2004 إنجاز 115468 وحدة سكنية، وعرفت سنة 2005 انجاز أكثر من 142 ألف وحدة، وسنة 2006 أكثر من 177 ألف وحدة، وهي النتيجة المحققة أيضا في 2007 بينما سجلت سنة 2008 التي سبق أن وصفها مسؤولوا القطاع بالسنة المحورية، أكبر الحصائل ب220843 وحدة سكنية. أما على مستوى الاستهلاكات المالية المخصصة لهذا البرنامج فقد بلغ الغلاف المالي المستهلك في 2008، 134,5 مليار دينار منها 60,5 مليار دينار أو مايعادل 45 بالمائة خصصت لبرامج السكنات العمومية الإيجارية و42,8 مليار دينار، أي ما يعادل 32 بالمائة للسكنات الريفية، دون احتساب ال124 مليار دينار التي خصصتها الدولة في 2006 و2007 لعمليات تحسين المحيط وترقية المجمعات الحضرية والأحياء السكنية والقصور، والتي تدعمت في 2008 بنحو 300 مليار دينار أخرى. كما عرفت السنة الماضية تعزيز الإطار التشريعي المنظم والمحسن للنسيج العمراني الجزائري، ودعم قدرات المواطنين في الحصول على سكنات مدعمة من قبل الدولة، ولا سيما من خلال رفع حصة المساعدة العمومية التي يمنحها الصندوق الوطني للسكن بالنسبة للسكنات التساهمية والريفية من 500 ألف دينار إلى 700 الف دينار، إضافة إلى إجراءات أخرى تهدف إلى إضفاء مرونة أكثر على الصفقات العمومية منها إنشاء لجان للصفقات على مستوى الدواوين العقارية. مشروع سكني نموذجي لتقليص استغلال الطاقة في سياق تأكيده على ضرورة احترام آجال إنجاز التجهيزات العمومية ولا سيما منها تلك التي يبنيها القطاع لفائدة قطاعي التربية والتعليم العالي على اعتبار أن المواعيد والمواسيم الدراسية لا يمكن تأخيرها، شدد وزير السكن والعمران على أهمية مراعاة خصوصيات كل جهة من جهات الوطن في عملية البناء، ولا سيما في اختيار المواد المستعملة في الإنجاز والتي ينبغي حسبه أن تتم وفق ما تتميز به المنطقة من خصوصيات جغرافية وثقافية ومناخية، وفي سياق متصل كشف السيد موسى عن مشروع نموذجي يجري الإعداد لبعثه بالتعاون مع وزارة الطاقة والمناجم، ويشمل انجاز 600 وحدة سكنية عبر 11 ولاية من ولايات الوطن تستعمل فيها مواد حديثة تمكن من تقليص استغلال الطاقة.