* email * facebook * twitter * linkedin تواجه أغلبية بلديات ولاية تيزي وزو، مشكلة غياب ونقص التهيئة الحضرية، حيث أنه رغم برمجة عمليات إنجاز بعض الأشغال، غير أنها تظل غير كافية أمام الحاجة لعمليات كبيرة تضمن التكفل بالتهيئة على جميع الأصعدة، حيث أن النقص الكبير في الإنارة العمومية، المساحات الخضراء، الأرصفة وغيرها، دفع ببعض الأميار إلى برمجة عمليات ضمن البرنامج البلدي للتنمية، لكنها لا تكفي مقارنة بالنقائص المسجلة وإلحاح السكان على تحسين محيطهم الحضري وإطارهم المعيشي، في المقابل، لم تستفد مديرية البناء والعمران لولاية تيزي وزو من عمليات التهيئة منذ 2014. تبقى مشكلة التهيئة العمرانية مطروحة على مستوى كل بلديات تيزي وزو دون استثناء، حيث تحولت الأوساط الحضرية إلى حفر وأتربة، مع إنارة عمومية لا تشتغل جزئيا أو كليا، وأرصفة متدهورة وغيرها من المشاكل والنقائص التي تتطلب تكفلا عاجلا، على اعتبار أن إهمالها يؤثر على حياة القاطنين بها بشكل مباشر، لاسيما ما تعلق بغياب الإنارة العمومية والأرصفة التي تعرض حياتهم إلى أخطار، منها حوادث المرور، انتشار الإجرام وغيرهما. تعتبر المساحات الخضراء المتنفس الوحيد للمواطنين، في ظل افتقار أغلبية البلديات لمرافق تسلية وتنزه، غير أنها تعاني الإهمال، إذ هناك بلديات تحتوي على مساحات خضراء، لكنها غير كافية، وأخرى غائبة بشكل كلي، بينما تحول بعضها إلى أراض قاحلة وجرداء، وواقع جعل السكان يحتجون في العديد من المرات عبر إقدامهم على غلق مقرات البلديات والدوائر والطرق، للمطالبة ببرامج للتهيئة العمرانية التي تعيد الحياة للأوساط الحضرية التي يقطنون بها. غياب عملية التهيئة منذ 2014 تشير الأرقام التي تحصلت عليها "المساء"، إلى أن الولاية لم تحظ بأية عملية تهيئة منذ سنوات، حيث لم تتم برمجة أي مشروع في هذا الإطار، حسبما سبق وأن صرحت به مديرية البناء والعمران ل«المساء"، حيث لم تستفد الولاية من أية عملية متعلقة بالتهيئة العمرانية منذ 2014، مما كان وراء عدم برمجة عمليات لفائدة البلديات، في حين استفادت من عمليتين فيما يخص التكفل بالشبكات المختلفة والطرق عبر الأقطاب الحضرية، منها اعزازقة، ذراع بن خدة، أزفون، تيزي وزو، تامدة وغيرها، حيث خصص للعملية الأولى المسجلة عام 2018 ما قيمته 1.7 مليار دينار، في حين أن العملية الثانية المسطرة لسنة 2019، رصد لها مليار دينار. جعل هذا الوضع بلديات الولاية في وضعية متدهورة، حيث تتجاوز النقائص ما هو منجز، كما أنه لا يزال الكثير من العمل مطلوبا لسد العجز، حيث أضحت مسألة التهيئة العمرانية الشغل الشاغل للسلطات المحلية، خاصة أمام كثرة شكاوى المواطنين. استناد إلى المعطيات، فإن عمليات التهيئة العمرانية التي أنجزت في السنوات الأخيرة تعود إلى ما قبل 2014، حيث منها عمليات مسجلة في 2006، إضافة إلى برنامج 2010 حظيت في إطاره الولاية بميزانية قدرها 15 مليار دينار، حيث تم رصد منها 8 ملايير دينار لإنشاء أشغال التهيئة العمرانية بالوسط الحضري لعاصمة الولاية، أما الميزانية المتبقية المقدر ب6 ملايير دينار، تم تخصيصها لإعادة تهيئة الوسط الحضري لمدينة ذراع بن خدة التي كانت تغرق بعد سقوط الأمطار في فيضانات مهددة بذلك حياة السكان. البلديات تشتكي غياب وتجميد مشاريع التهيئة العمرانية ندد رؤساء عدة بلديات تيزي وزو في تصريح ل"المساء"، بالتأخر الفادح الذي يشهده برنامج التهيئة الحضرية، حيث هناك عمليات انطلقت، ثم توقفت ببعض البلديات، في حين لم تحظى أخرى بأية عملية من شأنها أن تعطي صورة جميلة عن الوسط الحضري، ماعدا بعض الأشغال التي تكفلت بها ضمن البرنامج البلدي للتنمية، غير أنها تبقى غير كافية، وحاجتها لبرامج كبيرة للتكفل بكل ما يتعلق بعملية التهيئة التي تشمل مساحات خضراء، إنارة عمومية، أرصفة وغيرها. قال حسن وعلي رئيس بلدية أزفون، أنه منذ عام 2014، لم تسجل أية عملية تهيئة للوسط الحضري لأزفون، حيث تعد البلدية بطاقات تقنية يتم التكفل بها ضمن البرنامج البلدي للتنمية كل سنة، عبر تخصيص ميزانيات لذلك، مضيفا أنه بالنسبة لسنة 2019، تم رصد ميزانية 10 ملايين دينار لإنجاز أشغال مختلفة من شأنها تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، حيث توجد 7 ملايين دينار منها قيد الاستغلال، في انتظار رصد 3 ملايين دينار أخرى بعد إعداد بطاقة تقنية جديدة. مشيرا إلى أن الأشغال تتضمن إنجاز جدران واقية، إنجاز مفترق الطرق، تجديد الإنارة العمومية، إنجاز الأرصفة، تهيئة بعض الطرق، على غرار الطريق المؤدي إلى المستشفى الذي يفتقر لإنارة وأرصفة، الطريق المؤدي إلى ثانوية "عثمان ارزقي" الذي يفتقر لأرصفة، وحاجته لتجديد الإنارة العمومية وغيرها. اعتبر حميد تاسين رئيس بلدية اقرو، أن المشكل العويص الذي تعاني منه البلدية، يتمثل في أن جزءا من أراضيها يتواجد بمحيط غابي، مما جعل عملية التكفل بمطالب السكان غير ممكنة، حتى وإن تعلق الأمر بإنجاز مشاريع تنموية، مشيرا إلى أن الوسط الحضري لاقرو يحتاج إلى التكفل العاجل بشبكة الصرف الصحي، حيث تم إنجاز دراسات لشبكات قديمة عبر القرى ومناطق تفتقر للصرف الصحي، على غرار قرى أزرو والماكشتوم، لقرار وتيقرورين، بينما قرية تيقناثين تم تحويلها إلى مديرية الموارد المائية لتسجيلها ضمن البرنامج القطاعي. سجلت البلدية عمليتين ضمن البرنامج البلدي للتنمية، عقب تسجيل تسرب مياه الصرف في الهواء الطلق بقرى لقرار، الماكشتوم، تيقرورين، حيث أن الوضع كارثي ويحتاج إلى التكفل. أعقب صالح محند سعيد، منتخب بالمجلس الشعبي البلدي لعين الحمام، أن البلدية استفادت خلال سنة 2008 /2009 من ميزانية قدرها 120 مليار سنتيم للتكفل بالتهيئة الحضرية بعين الحمام، نتيجة الانزلاق الذي ضرب المنطقة، لإعادة الحياة من جديد بعد تصدع الأرصفة وتشقق الطرق وغيرها، موضحا أنه تم استغلال جزء من الميزانية، وإنجاز بعض العمليات لتتوقف الأشغال، ويتحول الوسط الحضري إلى حفر وتصدعات وأشغال أنجزت بشكل سيئ، بينما برنامج الإنارة أنجز جزء منهو لكن لا يكفي، منددا بسوء توزيع الميزانيات للتكفل بالتهيئة العمرانية. تأسف أحمد حدادي رئيس بلدية مقلع، عن قرار تجميد عمليات التهيئة العمرانية بتراب الولاية، التي حرمت بلديات من تحسين أوساطها الحضرية وصورتها، مضيفا أن بلديته تفتقر لمساحات خضراء، في حين أن الأرصفة تم إنجاز بعضها ضمن البرنامج البلدي للتنمية، غير أنها ناقصة أمام مطالب السكان الذين يلحون باستمرار على تدعيمهم بأرصفة، إنارة عمومية، تزفيت الطرق وغيرها من المطالب. السكان ... بين الشكوى والتفاؤل تبقى آمال سكان بلديات ولاية تيزي وزو معلقة على عاتق الولاية، وعلى رأسها مديرية البناء والعمران، من أجل إيداع طلب تدعيم بلديات تيزي وزو ببرنامج يسمح بالتكفل بالتهيئة الحضرية، بما تتضمنه من إنارة عمومية، مساحات خضراء، أرصفة وغيرها من الأشغال، لوضع حد لمعاناة السكان مع الغبار والحفر التي لا تنتهي بسبب أشغال تمرير شبكات الماء والصرف، الألياف البصرية وغيرها، أو لكونها منجزة بشكل سيئ، أي ما يسمى بسياسة "البريكولاج"، حيث يعيشون على أمل أن تتغير صورة الأوساط الحضرية للأحسن، مما يساهم في تحسين إطارهم المعيشي، داعيين إلى تقييم حاجيات البلديات باعتبار المساحة والكثافة السكنية، لأن هناك بلديات حاجياتها تساوي حاجيات بلديتين.