شرعت مؤخرا إحدى المقاولات في حفر وتركيب انابيب توصيل الغاز الطبيعي لسكان حي 196 سكن القريب من حي 720 بعين النعجة، الكائن ببلدية جسر قسنطينة. وقد تمت عملية الحفر بطرق بدائية وعشوائية الى درجة ان الشركة القائمة بالأشغال لم تأخذ بعين الاعتبار حاجة السكان والمارة الى الأرصفة، بل حولتها الى اكوام من التراب بعد الانتهاء من وضع الانابيب، وهو ما صعب على المارة استعمالها، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية. وإذا كان سكان هذه العمارات قد استبشروا خيرا وهم يرون انابيب غاز المدينة تقترب من حيهم، بل وتوصل بشققهم، فهم من جانب آخر قد تأسفوا لفوضى الاشغال، لأن حيهم الذي لم يمر على تدشينه اكثر من سنتين وكان يعتبر من اجمل الاحياء التي شيدت بالعاصمة في العشرية الاخيرة، قد تحوله مثل هذه الاشغال التي تتسم بالفوضى والعشوائية الى مجرد مرقد لا يختلف عن الاحياء القريبة منه... وبالمقابل ايضا، يتحمل بعض سكان عدّة عمارات من هذا الحي جانبا من التدهور الذي عرفه المحيط، فهم التهموا الاخضرار الذي وجدوه يوم رحلوا من حسين داي وحولوا بعض المساحات الجميلة الى بؤر قضوا فيها على الاخضر في انتظار اليابس، واختفت الازهار الجميلة التي كلفت ديوان الترقية و التسييرالعقاري لحسين داي اموالا كبيرة، والاخطر من ذلك، ان مياه الصرف الصحي بدأت تسيل في الهواء الطلق من بعض الطوابق في مشاهد تبعث على التقزز، بل وتطرح اكثر من علامة استفهام حول المسؤول عن هذا الواقع المؤسف وكيف يمكن ترقية الحس عند مواطنين يتعمدون الإساءة الى محيطهم، برمي فضلاتهم المنزلية في كل الاتجاهات ويحولون الاماكن الخضراء الى اماكن لرعي كباش العيد ويلقون بمياه التطهير المنزلي من شرفات شققهم، بل ويتجرأ بعض ابنائهم بدون خوف على تجريد أعمدة الانارة العمومية من أسلاكها؟ إنه الواقع الذي نبهت إليه عملية إيصال غاز المدينة الى هذا الحي الجديد، الذي قد يتحول في ظرف قصير دشرة، فهل من التفاتة توقف تدهور هذا الحي، الذي قيل عنه يوما أنه تحفة معمارية.