قرر ابن عاصمة الزيانيين، تلمسان، الصحفي شهر الدين برياح، الحديث عن ظاهرة »الحر?ة« باعتباره عاشها في مرحلة ما من حياته المهنية، وسيكون ذلك من خلال كتابه الذي سيصدر قريبا والذي يحمل عنوان »الطريق إلى جهنم بدون أمر بمهمة«، وفيه يسهب في تناول هذه الآفة، التقته »المساء« في مدينة مغنية وكان هذا الحوار الممتع المتفرع الى اهتمامات أخرى. - كيف هي علاقتك بالكتابة، وهل كان عملك الصحفي منفذا إليها؟ * التحقت بالعمل الصحفي سنة 1987 من خلال جريدة »أوريزون« حيث اشتغلت فيها لمدة 5 سنوات، بعدها إلتحقت للعمل في يومية »الوطن« وكان ذلك سنة 1992 لأصبح سنة 1999 مديرا لمكتبها بولاية تلمسان، تخصصت في كتابة التحقيقات والروبورتاجات بداية من سنة 1999 ،وسمح لي عملي بالسفر والتجوال في عدة دول منها مالي، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا وإيطاليا، وكذا المغرب، وكل رحلاتي كانت في إطار العمل طبعا، وهكذا تمكنت من إنجاز العديد من التحقيقات حول الهجرة السرية وبكل أنواعها، وطبعا، فأثناء تواجدي بتلك البلدان وقفت على حياة »الحرا?ة« والمغتربين عموما، إضافة الى انشطتهم الفكرية والسياسية بما فيها المظاهرات، خاصة في فرنسا.. أضف الى ذلك، فأنا ابن مدينة مغنية وهي نقطة عبور هامة ل »الحرا?ة«، وهكذا جاء الاهتمام ليشكل فيما بعد كتابة وإبداعا، وبالتدقيق تبلورت عندي فكرة الكتابة اثناء سفري الى مالي، وهنا فكرت في أن أخوض التجربة بنفسي فتقمصت دور مهاجر سري مع مجموعة من »الحرا?ة« الذين ارادوا اختراق الحدود الجزائرية، وهكذا عشت رحلتهم أولا بأول، وتعرفت عليهم وأمضيت زمنا معهم في وادي جورجي مثلا، وقررت بعد هذه المغامرة تجسيد ما رأيت في كتاب وأردت أن أعطيه صبغة أدبية وفنية، فأثريته بالخيال والشخصيات وبالدراما احيانا والهزل في أحيان أخرى، جسدت كذلك حضوري (سنة 2005 - 2006) في احداث مليلية، حيث هاجم ألف مهاجر المدينة التابعة للحكم الاسباني، اضافة الى احداث ترحيل الافارقة غير الشرعيين من وادي جورجي السنة ما قبل الماضية، وهكذا سيكون كتابي مرآة للواقع المر الذي يعيشه »الحرا?ة« الافارقة، كما سأقوم بإهداء الكتاب في موقع يحمل اسمي وسيكون رحلة مرة من مالي وحتى اسبانيا مرورا بالمغرب. - وهل اقتصر عملك وسفرك فقط على هذه الظاهرة أم أن لك اهتمامات أخرى؟ * سافرت للمشاركة في الملتقيات الدولية، فقد قدمت مثلا محاضرة عن الصحافة وحقوق الإنسان ببرشلونة في جوان 2007، وقدمت في 17 ديسمبر الماضي محاضرة حول الصحافة ومعالجة »الخبر الديني« في الجزائر في مؤتمر ما بين الثقافات العالمي بمونبوليي بجنوب فرنسا، وقد اخترت هذا الموضوع لإيضاح حقيقة الدين الإسلامي وكيفية معالجة موضوع ديني من طرف صحافي مسلم، اضافة الى المواضيع المتعلقة بظاهرة الإرهاب والتطرف الديني وتصحيح المفهوم الخاطئ للدين من طرف الإرهابيين، واتخاذ الموضوعية اداة في معالجة هذه الاخبار. - حدثنا عن تجربتك الإعلامية؟ * مادمت مديرا جهويا لجريدة »الوطن«، فأنا ملزم بالتعاطي مع جميع الاخبار على الرغم من ميولي الى المواضيع الثقافية.. علما ان لها حصة معتبرة في الجريدة ولها صفحة اسبوعية خاصة بالولايات... أود الحديث مثلا عن مصدر الخبر الذي اعتبره شحيحا على الاقل بولاية تلمسان، ويبقى اجتهاد الصحفي مطلوبا.. علما أن الصحفي النزيه والكفء يثير ثقة اصحاب مصدر الخبر فيزودونه بهذا الاخير وقد يطلبون منه أحيانا عدم ذكر الأسماء ليبقى للصحفي حق التأكد من المعلومة. تجربتي الإعلامية امتدت الى السمعي البصري، إذ تعاملت مع تلفزيون »بي، بي، سي« سنة 1994 وتعاونت مع جريدة فرنسية »إفانمون« سنة 2000 من خلال ثلاثة ربورتاجات حول الهجرة السرية والاطفال المستغلين وعملت في الفضائية الجزائرية الثالثة (1995-1998).. وأشرفت على حصة ثقافية تبث كل خميس بإذاعة تلمسان بعنوان »مبدعون في الخفاء« (2006-2007)، كما عملت قبل كل هذا استاذا للغة الفرنسية مدة 15 سنة، الامر الذي زاد من خبرتي في عملي الإعلامي.