تعززت مكتبة الرواية الجزائرية الحديثة بمؤلف جديد من توقيع الروائي ''العيد بن عروس'' يحمل عنوان ''رحلة طائر المواسم..''. وتقع الرواية الصادرة عن دار الهدى في مائة صفحة مقسمة على خمسة أبواب كي لا نقول فصول وذلك باعتبار الرواية قصيرة تقترب إلى القصة، وهو الأمر الذي يظهر عدم تخلص مؤلف الرواية القاص ''بن عروس'' من أسلوبه القصصي المعتاد وهو يخوض أول تجربة في مجال الكتابة الرواية. حيث وقع الكاتب روايته ''رحلة طائر المواسم'' في خمسة أبواب هي على التوالي رعشات مرتفع جوف المهري، صفيحات حوش بوخلخال، البحث عن الكلمات الدافئة، خريف المبنى الرمادي، ورائحة شجرة الطاروت. حيث يعود الراوي ضمن هذه المحطات إلى أهم الأحداث التي عاشها في صباه وهو في احد الارياف الجزائرية التي عانت ويلات المستعمر الغاشم من جهة وشدة نظام المصاليين من جهة اخرى. ولعل ارتباط احداث الرواية بالسيرة الذاتية لكاتبها جعل من النص غنيا بالصور الجمالية الفائقة الدقة، وهو يصف البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية التي أحاطت أحداث الرواية. حيث يسهب بن عروس في وصف المحيط الطبيعي والبشري في روايته وصفا يكاد يكون مبالغا فيه باعتباره يحوز على اكبر نسبة من اهتمام الروائي على حساب الأحداث التي كان من المفروض أن تكون أكثر غنى وفاعلية في عمل تاريخي يقترب إلى كتابة السيرة الذاتية، وهو ما كان من الممكن أن يساهم في إثراء العمل لا الإنقاص من قيمته الفنية.