اختتمت مؤخرا بالإقامة الجامعية الإخوة أوجرة فعاليات الدورة التكوينية الأولى لتفعيل آليات النشاطات الثقافية بالإقامات الجامعية-التجربة المغربية نموذجا- والذي دأبت على تنظيمه مديرية الإقامة الجامعية باتنة بوعقال بالتنسيق مع جمعية ترقية النشاطات الثقافية، وتكمن أهمية هذه الدورة في بحث تطوير سبل التعاون وتبادل التجارب لتفعيل هذه النشاطات. في تعزيز سبل التعاون الثقافي. ونادت التوصيات التي خلص إليها المشاركون بضرورة تطوير آليات بعث الحركية الثقافية وتشجيع كل المبادرات التي تقدم من قبل القائمين على تنشيط الفعل الثقافي بالإقامات الجامعية، وفضلا عن كونها تعزز التواصل المغاربي، وإلى خلق روح الإبداع عند الطالب الجامعي، وتفعيل الأنشطة الثقافية بما يخدم الانتماء المغاربي، كالتبادل الثقافي في شتى المجالات، ودعم التكوين الثقافي وتفعيل آليات النشاطات الثقافية داخل الإقامات الجامعية اعتمادا على الطاقات المغاربية. تكثيف إنتاج الأعمال الفنية المسرحية بمشاركة الجامعات المغاربية وبعث مهرجان مسرحي مغاربي. أشغال الدورة تميزت بتقديم محاضرات تناولت البعد الرسالي للحركة الثقافية المغاربية تخللها نقاشات تهم المثقفين والجامعيين خاصة منها ما يخدم آليات البحث في تطوير الفعل الثقافي مناهجه وأساليب معالجته. والاعتناء بالمواهب الأدبية الشابة في الوسط الجامعي من خلال تنظيم المسابقات، وفسح مجالات النشاط الثقافي وبعث الاحتكاك بمختلف الفعاليات والحساسيات الثقافية. من بينها مداخلة الأستاذ حميد مصيك، تطرق فيها للتجربة المغربية في تنظيم المهرجانات الدولية منذ سنة1977 وصولا للطبعة الحادية عشر أبرز فيها دور مثل هذه التظاهرات التي تساير الجهود الحثيثة من أجل استمرار أمثل للمشترك بين شعوب المغرب لتقوية الشعور بالإنتماء لهذه لمنطقة المغرب العربي الكبير وتوطيد أواصر العلاقات ما بينها. من جهته، الفنان والمخرج المسرحي جناح سامي، الذي كانت له عدة مشاركات دولية قدم فيها نماذج لتفاصيل عن الإستراتيجية التي استعملت في اكتشاف المواهب وصقلها في الوسط الجامعي لخلق فضاءات للتعبير والإبداع. وبدوره قيم الدكتور فتحي بن عمر، مدير المركز الثقافي الجامعي بموناستير بجمهورية تونس، أشغال الدورة بالناجحة بالنظر لاستقطابها عدد كبير من الفعاليات الثقافية فضلا حجم التحضيرات للمبادرة التي اعتبرها جسرا ثقافيا للتواصل وموعد لميلاد صحوة ثقافية تؤسس لمهرجان مغاربي روحا صادقا وإخلاصا لبناء صرح ثقافي. كما شمل مجال المناقشة فضاءات من شأنها تقريب المجالات الثقافية من واقع المسرح الجامعي في الدول المغاربية. في خضم النقاش كانت الفكرة الأساسية لمثل هذه الدورات تنبأ فعلا عن ميلاد تواصل حقيقي بين الشعوب المغاربية، وتؤجج لهوية مستقلة وخصوصية منفردة تسعى هاته الدورة من خلال منظميها إلى تجميع كل المكونات والملامح التي تمنح للعمل المسرحي الشيء الذي سيجعله يحتل مكانة خاصة في الخريطة المسرحية والإعتماد على موضوع: الذات في الإبداع المسرحي ضمن فعاليات الحركة الثقافية في شموليتها. إن الانطباع الذي خرج به المشاركون يعتبر تتويجا للمحاور والتصورات التي ركزت عليها أشغال الدورة التكوينية وتم الاشتغال عليها خلال هذه المدة. كما اعتبر المشاركون في الدورة التي شهدت أيضا تكريم عدد من الشخصيات وتوزيع الشهادات، فرصة حقيقية تساير الجهود الحثيثة للاستمرارية وتعزيز قوة الانتماء الثقافي فكرة وتأصيلا لمنطقة المغرب العربي الكبير والانفتاح على الثقافة المغاربية، كونها أضافت للرصيد المعرفي الثقافي لبنة أخرى إذ تعد مناسبة للإطلاع على الموروث الثقافي لشعوب المغرب العربي.