* email * facebook * twitter * linkedin أكدت إحصائيات رسمية، أن ظاهرة التصحر في ولاية تبسة، تتفاقم شيئا فشيئا، جعلتها تفتك ب39 ٪ من مساحتها، فقد غزت الرمال الولاية، وهو ما جعلها ضمن الولايات المهددة بظاهرة التصحر القادم من الجنوب، والذي ساهمت في حدوثه عوامل عديدة، منها ما هو مرتبط بالإنسان، كالاعتماد على المراعي والرعي العشوائي، وتعرية الأرض واجتثاث الحلفاء واستخدامها كأعلاف أو للتدفئة، ومنها ما هو مرتبط بالطبيعة كعدم سقوط الأمطار بانتظام، وفقر الغطاء النباتي وانجراف التربة وزحف الكثبان الرملية وغيرها. بسبب هذه الوضعية، حاولت وتحاول السلطات المتعاقبة على تسيير شؤون الولاية منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، إيجاد الحلول التي تحد من تفاقم ظاهرة التصحر وزحف الرمال نحو الشمال، حيث جاء مشروع السد الأخضر كبداية لسلسة الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، لتتوالى بعدها المقترحات والتصورات والمشاريع المسندة تارة لمحافظة الغابات، وأخرى لمحافظة السهوب، إلى جانب دور مديرية الفلاحة لتدارك خطر زحف هذه الظاهرة على الولاية، وإمكانية انتقالها إلى الولايات الشمالية الأخرى، وحتى الساحلية، إلا أن الواقع يؤكد العكس، وتحولت مساحة ولاية تبسة وبنسبة فاقت 39 ٪ إلى مناطق صحراوية. كانت ولاية تبسة قد استفادت فيما مضى، خلال المخطط الخماسي 2010 /2014، من مساحة 30 ألف هكتار، خصصت لدعم غراسة أشجار الزيتون بإشراف من محافظة الغابات، إلى جانب مديرية المصالح الفلاحية، وهو البرنامج الذي لقي دعما قويا من الدولة، كما تدعم قطاع الغابات في إطار البرنامج الخماسي نفسه ب 162 مشروعا جواريا، تستفيد منه 11 ألف أسرة، في سياق عمليات مختلفة تخص القطاع الفلاحي، وهي العمليات التي مكنت من توفير مئات مناصب العمل. تمثلت العمليات المبرمجة أساسا، في إنجاز نقاط مراقبة بالمناطق الحساسة وإعادة تأهيل وإنجاز مسالك فلاحية وريفية، والقيام بأشغال غراسة الغابات، فضلا عن تثبيت كثبان رملية وتعبئة موارد مائية، وهي عمليات تدخل في إطار المحافظة على الغطاء النباتي في الولاية المهدد بخطر التصحر. كما بادرت محافظة السهوب في ولاية تبسة، لإعداد برنامج هام لمكافحة التصحر، مس قرابة 40 ٪ من مجموع مساحة الولاية المقدرة بحوالي 13.850 كلم مربع، لغرس مساحات شاسعة من التين الشوكي والزيتون لفائدة فلاحي البلديات الجنوبية، كبلدية فركان، نقرين، بئر العاتر، صفصاف الوسرى، أم علي والعقلة المالحة، بهدف التخفيف من خطر التصحر الذي بات يهدد العديد من مناطق تبسة، خاصة الجنوبية منها، والحد من ظاهرة التصحر التي أصبحت تلتهم المساحات والنباتات والمناطق الرعوية، بسبب زحف الرمال الذي يزداد يوما بعد آخر، فضلا عن ظاهرة الجفاف التي تمر بها المناطق الجنوبية بالولاية، وتَأَثُرها بالمناخ شبه الصحراوي.