بعد قبضة حديدية دامت قرابة ثلاثة أشهر تخللتها ملاسنات واتهامات متبادلة كادت تؤدي إلى مواجهة عسكرية بينهما أحدثت السلطات الباكستانية نهاية الأسبوع مفاجأة غير متوقعة اعترفت من خلالها بتورط رعايا باكستانيين في عمليات التفجير التي هزت مدينة مومباي الهندية نهاية نوفمبر الماضي وخلفت مصرع 174 شخصا. واعترف مسؤولون باكستانيون في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية المتوترة بين الهند وباكستان أن التحضير لعمليات مومباي خطط لها في باكستان وقد تم اعتقال متورطين فيها وهم الآن رهن الحبس وان تقارير رسمية سلمت للجهات السياسية والأمنية في نيودلهي. وجاء هذا التحول في الموقف الباكستاني بعد ان نفت إسلام أباد مباشرة بعد تلك التفجيرات أية مسؤولية لها في العملية ورفضت النتائج الأولى للتحقيقات الهندية التي أكدت ان العمليات خطط لها في منطقة كشمير الباكستانية ونفذها رعايا باكستانيون. وطالبت السلطات الهندية أمس من نظيرتها الباكستانية بذل المزيد من الجهد من اجل القضاء على ما أسمته بالإرهاب. وقال وزير الخارجية الهندي بارناب موخرجي أمام نواب الغرفة السفلى في البرلمان الهندي انه يتعين على إسلام اباد ان تبذل مزيدا من الجهد من اجل تفكيك كل التنظيمات المسلحة فوق أراضيها. وجاءت هذه التصريحات بعد قرابة ثلاثة اشهر من تفجيرات مومباي نهاية نوفمبر الماضي والتي استهدفت فنادق سياحية في قلب المدينة مما ادى الى مصرع 174 شخصا من بينهم تسعة مهاجمين بينما بقي واحد فقط على قيد الحياة وهو الذي كشف للمحققين الهنود عن كل الملابسات التي أحاطت بعمليات التفجير والإعداد لها والواقفين وراءها. وكان رحمان ماليك وزير الداخلية الباكستاني اعترف ان قياديين في منظمة عسكر الطيبة الكشميرية الانفصالية عن الهند كانوا بمثابة العقل المدبر لتلك الهجمات وان ستة منهم قد تم اعتقالهم بينما مازال آخرون محل مطاردة. يذكر ان الاعتراف الباكستاني تزامن والزيارة التي يقوم بها الموفد الأمريكي إلى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك إلى إسلام أباد التي تعتبرها الولاياتالمتحدة بمثابة جبهة المواجهة الأولى ضد تنظيم القاعدة في العالم.