* email * facebook * twitter * linkedin كتب الأستاذ المترجم بوداود عمير عبر صفحته في فايسبوك، عن الإصدار الجديد للدكتور محمد جديدي بعنوان «الفلسفة الإغريقية» عن منشورات الاختلاف ومنشورات ضفاف، كتب: «نحتفي بالأعمال الروائية أو الشعرية، وننسى كتبا مهمة في الفكر والفلسفة، بذل أصحابها جهدا كبيرا في إنجازها». خطرت للأستاذ بوداود عمير فكرة قلة أو عدم الاحتفاء بكتب الفكر والفلسفة بتأسف، حينما قرأ بتبصّر وإمعان، فصولا من كتاب مهم جدا، يحمل عنوان «الفلسفة الإغريقية»، الذي ألّفه البروفيسور محمد جديدي أستاذ الفلسفة في جامعة قسنطينة، وعضو الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية ومدير تحرير مجلتها (مجلة دراسات فلسفية). وأضاف عمير أن موضوع الكتاب ليس سهلا التصدّي له وليس في متناول أيّ كان؛ إذ يستدعي معرفة عدد من اللغات العالمية وبحثا عميقا وتنقيبا ومراجعة ووقتا وجهدا؛ لهذا فليس غريبا أن تندر الكتب التي تتناول الموضوع ليس في الجزائر فحسب، بل في الوطن العربي كله. وكتب أيضا: «ولأنّ الصديق الدكتور محمد جديدي يجيد أكثر من لغة خاصة اللغة الإنجليزية، ويعترف جميع أقرانه من الأساتذة، بكفاءته العلمية، نجح في إنجاز كتاب علمي ومعرفي، يُعد مرجعا لا مناص منه للطلبة والباحثين في الفلسفة القديمة والمعاصرة». كما ذكر عمير أن محمد جديدي استطاع أن يقدّم للقارئ الجزائري والعربي، كتابا شاملا وافيا يحيط بالفلسفة الإغريقية؛ بوصفها تراثا فكريا إنسانيا، يعرّف بها وبثيماتها ورموزها؛ يشرحها، في محاولة تبسيط مادتها للقارئ. ولعل من الأشياء التي أفادت كثيرا محمد جديدي في تنويع مصادره وتحيينها، استغلال زياراته خارج الوطن للاستزادة العلمية؛ هكذا التقى كبار الفلاسفة المعاصرين في العالم، وتحدّث معهم، ومن بينهم الفيلسوف الألماني الكبير هابرماس، الذي التقى به في أثينا العاصمة اليونانية، وهو «رجل بشوش وودود وإنساني»، كما وصفه. وأشار عمير إلى قول أحد الأصدقاء وهو من الأساتذة المرموقين في الفلسفة، حينما كان يتحدث معه عن منجز الدكتور جديدي في الترجمة والتأليف والتدريس إن الرجل بمثابة عالم؛ ولأنّ العلماء متواضعون بالضرورة، يخصص محمد جديدي وقتا لهذا الفضاء الذي يجمعنا؛ يكتب منشورات متنوعة، يتفاعل مع الجميع، يعلّق أحيانا، يبدي رأيه بحكمة بعيدا عن الاستفزاز والتشنج.