احتشد مئات الآف اللبنانيين أمس وسط العاصمة بيروت لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسط تعزيزات أمنية مشددة أسبوعين قبل افتتاح المحكمة الدولية بلاهاي المكلفة بمحاكمة المتورطين في عملية اغتياله.وكان الحريري الذي شغل منصب رئيس وزراء لبنان اغتيل مع 22 من رفاقه في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه في العاصمة بيروت في 14 فيفري عام 2005. وتوافد الآلاف من أنصار فريق الأغلبية منذ الساعات الأولى من صباح أمس على ساحة الشهداء وسط بيروت لحضور المهرجان الخطابي الضخم الذي نظمه فريق 14 مارس المشكل لقوى الأغلبية بقيادة تيار المستقبل الذي يتزعمه نجل الحريري اسعد الحريري. واضطر الجيش اللبناني إلى تعزيز تواجده بنشر المزيد من قواته في محيط الساحة تحسبا لأية أحداث أو مناوشات بعد ان فرض طوقا امنيا غير مسبوق لتفادي وقوع أي انزلاق. وتناول زعماء وقادة أحزاب الأكثرية الكلمة تباعا بعيدة عن التشنج والتوتر السياسي جعل العديد من المتتبعين يؤكدون بأنها كانت بمثابة بداية قبل الأوان للحملة الانتخابية لقوى الأغلبية النيابية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري "إن ساعة الحقيقة والعدالة قد حانت وستطرق الحقيقة باب كل المسؤولين عن سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي عصفت بلبنان منذ اغتيال والدي عام 2005". ودعا قادة الأغلبية الشعب اللبناني إلى التصويت لصالحهم في الانتخابات البرلمانية المقررة شهر جوان المقبل وفي هذا السياق قال الحريري أن "السابع جوان القادم سيكون موعدنا مع القرار الحر والوطن الحر" داعيا في الوقت نفسه إلى حضور مراقبين عرب ودوليين خلال هذه الانتخابات. من جانبه اعتبر الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن الانتخابات المقبلة ستكون فرصة للاختيار بين تيار الأغلبية الذي الذي يريد الحرية والسيادة والاستقلال وبين الفريق الآخر الذي يريد العودة إلى عهد الوصاية في إشارة واضحة إلى حزب الله. للإشارة فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جدد أمس تمسك الأممالمتحدة بمحاكمة المتورطين في اغتيال رفيق الحريري من أجل كشف الحقيقة وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة أمام القضاء الدولي لمعاقبتهم. وكان الأمين العام الأممى قد قرر نهاية نوفمبر الماضي بدء المحكمة الخاصة بلبنان مهمتها بداية شهر مارس القادم بمدينة لاهاي الهولندية.