بعودة السيد محمد روراوة إلى سدة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، يكون المدرب الوطني رابح سعدان قد ضمن جانبا هاما من المساعدة التي كان يتمناها عند استلامه العارضة الفنية ل "الخضر"، حتى أن تخوفاته زالت تماما بعدما طلب الرئيس الجديد ل "الفاف" من رؤساء الأندية منح الأولوية للتشكيلة الوطنية وعدم الاكتراث كثيرا بمن سيفوز بلقب البطولة... هذه الخطوة تعني أن سعدان لن يجد في المستقبل أي عائق لاستدعاء اللاعبين الدوليين الذين لن يكون لغيابهم عن فرقهم أي أثر على مسيرة البطولة، ويزول بالتالي أحد العوائق التي كثيرا ما عرقلت عمل المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني. ونسبت مصادر قريبة لسعدان قوله، أنه لم يسبق له أن شعر بظروف عمل ممتازة مثل التي ينجز فيها مهمته مع "الخضر" في الوقت الحالي، وسمحت لرفاق زياني بتجاوز كل العقبات التي واجهتهم في مراحل التصفيات المشتركة لكاسي العالم وأمم افريقيا 2010. فقد أثنى سعدان على الرئيس السابق للاتحادية حميد حداج لما قام به هذا الأخير من مجهودات خدمة لمصلحة التشكيلة الوطنية، وهو متأكد الآن من إيجاد المزيد من التعاون لدى محمد روراوة الذي لم يخف عند انتخابه على رأس الهيئة الفدرالية، أنه قرر وضع المنتخب الوطني صوب عينيه لشعوره بوجود حظوظ وافرة تسمح بكسب رهان التأهل الى موعدي جنوب افريقيا وأنغولا، وتأكده من أن نجاحه مرهون بنجاح التشكيلة الوطنية، وذهب إلى حد الالتزام بمضاعفة منح اللاعبين الدوليين لتأكيد الوعد الذي قطعه مع نفسه تجاه الفريق الوطني. ولا شك أن سعدان يكون أول من استحسن عودة الدفء إلى العلاقات بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادية، لما سيكون لها من انعكاسات ايجابية على مسيرة "الخضر"، واتضح ذلك من خلال اللقاء الذي جمع قبل أمس الهاشمي جيار ومحمد روراوة، حيث كانت مسالة تقديم الدعم اللازم الى المنتخب الوطني محور محادثات الطرفين. وقد بات واضحا أن المنتخب الوطني سيأخذ حصة الأسد في برنامج الرجل الأول في الاتحادية، بسبب اقتراب موعد الدخول في المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات المزدوجة، حيث أعطى الضوء الأخضر لسعدان لكي يختار المكان المناسب للتحضيرات القادمة ل "الخضر" التي ستقام حسب مصادر قريبة من "الفاف" بفرنسا أو إسبانيا، حيث سيتنقل أعضاء من المكتب الفدرالي إلى هذين البلدين لاختيار أحسن مكان يليق بالفريق الوطني بالتنسيق مع الطاقم الفني، الذي يريد أن يكون مع لاعبيه في هذا المنعرج الحاسم من التصفيات، بعيدا عن ضغوط محتملة، وكذا عيون الجواسيس من المنتخبات الأخرى.