أدارت المختصة الاجتماعية والنفسية حياة بركوكي، المدربة في التنمية الذاتية والمختصة في بناء الشخصية وتعديل السلوك، دورة تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي حول "السعادة"، حملت عنوان "سافر معي إلى السعادة النفسية"، والتي عمدت من خلالها إلى التعريف بالمعنى الحقيقي للسعادة، وتوجيه الأفكار نحو رحلة التمتع بالحياة، واكتساب مهارات الوصول إلى السعادة، كما أشارت إلى ذلك في حديثها مع "المساء". أوضحت بركوكي حيال هذه الدورة، أنه عادة ما يتم السفر من الداخل إلى الخارج، لكن في دورة السعادة هذه سينعكس السفر من الخارج إلى الداخل، مؤكدة: "في الرحلة إلى أعماقنا نستمتع في رحلة البحث عن أنفسنا، عن الذات، هي رحلة إلى السعادة الحقيقية: حيث تطرح على نفسك أسئلة مهمة من أنا؟ من أكون؟ ما هي رسالتي ورؤيتي الخاصة في الحياة؟". وتشرح حياة بركوكي: "أسئلة مهمة جدا؛ أنا لما بدأت البحث عن نفسي أحسست بعناقها لي حين وجدتها؛ لأنك ستستشعر داخليا دموعا دافئة تنظف روحك، وتمسح الغبار الذي بداخلك لتفتح لك أبواب السعادة النفسية. هذه العبارات ستلامسك إن كنت حقا تريد العثور على نفسك؛ لأن منبع السعادة منها فقط. وهذه الكلمات جاءت من تجربتي الخاصة؛ حيث وُلدت من جديد، وبرغبة شديدة أردت نقلها إلى الجميع لتنتشر السعادة الحقيقية في كل مكان. حين تعيش تجربة هذا البحث عن النفس بعيدا عن كل شيء، ستصبح ممتنا جدا للخالق ولنفسك". وأضافت المختصة الاجتماعية والنفسية: "من خلال مختلف الانطباعات عن السعادة وأنا أحاور بعض الأفراد وجد طفل سعادته البسيطة، وهي في أكل السمك؛ لما سألته: لماذا تأكله بهذه الطريقة؟ قال لي: "إنها السعادة، إنها السعادة في أكل السمك"؛ لاحظ أنه لم يبذل جهدا في وصفها؛ لأنه، ببساطة، يعبر عن السلام". والمثل الشائع يقول إن أسهل طريق إلى سعادة قلب الرجل هي المعدة... البحث عن السعادة يجعلنا نعرف أنفسنا، نعرف بعضنا، نحب بعضنا، نسعد بعضنا. هناك أشياء في الحياة نراها، وأثرها كبير في إعطاء السعادة ولكن لا يُنتبه لها، فمثلا الرضيع أثناء بكائه لما تعطيه الأم الحليب ينعكس البكاء إلى ضحكات؛ بالنسبة له الحليب سعادة". وتقول حياة بركوكي في وصف السعادة في الحياة: "أنت لم تأت إلى هذا العالم لكي تعاني وتكون قلقا أو خائفا أو متوترا أو مكتئبا، وإنما خُلقت وفي داخلك النور والرضا. والدليل أنك لو نظرت إلى الطفل الرضيع لوجدت أنه لا يبذل أي جهد لكي يشعر بالسعادة؛ فالجنين بطبيعة خلقه يتمتع تلقائيا بطاقة الحب الموجهة له من الله؛ فهو يمده بكل احتياجاته لينمو بأمان كامل. لاحظ جيدا هذه الآية الكريمة في قوله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب"؛ "آية تبث في القلب الأمان والسكينة والاطمئنان وبهجة النفس".. واختارت المدربة أن تختم قائلة: "السعادة هي شعور الوصول إلى التواصل مع الأنا الحقيقية، ومع الخالق الذي أوجدك. ومفاتيح السير إلى السعادة النفسية بين يديك: التخلص من القلق النفسي، والاستعانة بالله لينورك في أمور الحياة، والاستبشار دائما "بشّروا ولا تنفّروا"، والرضا عن الحياة؛ فمتى فُتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع عين العطاء، "تذكير النفس بأن ما حدث قد حدث وأنه جاء لصالحك، وتقبّل ما حدث والتطلع إلى المستقبل"، موضحة أن مكونات السلام الداخلي هي الإيمان والتأمل ومحبة الآخرين والصلاة والخلوة والعطاء والصمت والتسامح والصيام.