يلتحق 669 ألف و379 مترشحا لشهادة التعليم المتوسط، منهم 654 ألف و798 متمدرسا و23 ألف و581 حرا بمراكز الامتحانات عبر الوطن، لإجراء امتحانات "البيام" على مدار 3 أيام وسط اجراءات تنظيمية وبروتكول صحي وقائي من جائحة كورونا المنتشرة في البلاد منذ مارس الماضي. ويشرف وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، من ولاية البليدة على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي لهذا الامتحان الوطني الذي يجتازه أيضا 3861 محبوسا عبر 44 مؤسسة عقابية معتمدة من قبل وزارة التربية وفقا للاتفاقية المبرمة بين وزارتي العدل والتربية الوطنية. ويتوزع المترشحون على 2556 مركز إجراء يؤطرها 163 ألف و900 مؤطر وأستاذ حارس، في وقت بلغ فيه عدد مراكز التجميع والاغفال 18 مركزا و68 مركز تصحيح يؤطرها 40 ألف و500 مؤطر وأستاذ مصحح. وفي حين تم تخصيص 15 ألف شرطي لتأمين الامتحان، قامت المصالح التقنية للحماية المدنية بعدة زيارات أمنية وقائية لكل المؤسسات التعليمية المعنية بامتحانات نهاية السنة الدراسية بغرض الوقوف على مدى تطبيق مقاييس مطابقة السلامة وكذا مدى احترام التدابير الوقائية الخاصة بجائحة كورونا. كما قامت بعدة عمليات تعقيم عبر مختلف مراكز الإجراء والتصحيح. والجديد في هذه الدورة، التي يأتي تنظيمها في ظرف صحي استثنائي تعيشه الجزائر وباقي دول العالم جراء انتشار جائحة كورونا، اقرار الطابع الاختياري للامتحان الذي لا يعتبر إلزاميا إلا بالنسبة للمترشحين، بسبب الظروف التي فرضتها هذه الجائحة، حيث أصدر الوزير الأول عبد العزيز جراد في جوان الماضي بيانا، أعلن فيه بأن شهادة التعليم المتوسط اختيارية وليست إجبارية للانتقال إلى المستوى الأعلى، فيما يتم الانتقال باحتساب معدل الفصلين الأول الثاني، على أن يبلغ هذا الأخير 9 من 20 فما فوق. في المقابل تم منح الفرصة لأولئك الذي لم يسعفهم الحظ في الحصول على معدل النجاح في الفصلين الأولين والثاني لتدارك ذلك في امتحان الشهادة، وحتى بالنسبة للتلاميذ النجباء الذين يريدون الانتقال إلى مرحلة الثانوي وهم يحملون معهم شهادة التعليم المتوسط. ولقي القرار حينها استحسانا من قبل الشركاء الاجتماعيين ومختلف الفاعلين في القطاع وخاصة التلاميذ وأوليائهم الذين عبروا عن تخوفهم من إقرار سنة بيضاء أو الإصابة لعدوى انتشار كورونا بعد العودة إلى مقاعد الدراسة. ولتبديد هذه المخاوف قامت وزارة التربية بإعداد برنامج دراسي عن بعد لفائدة مختلف الأطوار التعليمية وحصص تعليمية تبث عبر مختلف القنوات العمومية والخاصة مع إنشاء قناة "المعرفة" من أجل استكمال البرامج التعليمية لمختلف السنوات الدراسية والتركيز على تقديم الدروس والمراجعة للمقبلين على الامتحانات الوطنية. من جانبه، 2طمأن وزير التربية المقبلين على اجتياز الامتحانات الوطنية وكذا أوليائهم بأن مواضيع الاختبارات ستكون من الدروس التي تم تناولها مع الأساتذة حضوريا داخل الأقسام خلال الفصلين الأول والثاني. كما فتحت الوصاية المؤسسات التعليمية من متوسطات وثانويات بداية من 23 أوت الماضي أمام المترشحين لاجتياز امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا لتمكينهم من مراجعة واسترجاع دروسهم ومكتسباتهم القبيلة مع أساتذتهم بعد انقطاع اضطراري عن الدراسة لفترة ناهز 6 أشهر كاملة. وبينما تركت حرية الاختيار للتلاميذ للحضور إلى الأقسام، ألزم مدراء المؤسسات التربوية بتطبيق البروتوكول الصحي طيلة فترة المراجعة لحماية كافة أفراد الجماعة التربوية من عدوى الفيروس. ويتعلق الأمر بارتداء القناع الواقي وضمان التباعد الاجتماعي وأخذ درجة حرارة الجسم عند مدخل مركز الاجراء سواء تعلق الامر بالمؤطرين أو التلاميذ والعمال وكذا الالتزام بوضع الممرات وتنظيم الحركة في المرافق. وأطلقت الوزارة رسائل نصية قصيرة لتحسيس الأولياء والمترشحين والمؤطرين بضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي، وهي التي أعدت 4 بروتوكولات وقائية صحية صادقت عليها اللجنة العلمية، لمرافقة عملية تنظيم وتصحيح الامتحانات الوطنية، ضمن مساعي مكافحة جائحة كورونا وحماية الجميع من فيروس كوفيد19.