ثمن وزير الصناعة، فرحات آيت علي براهم أمس، خلال زيارته إلى الأقطاب الصناعية بعنابة ومنها مركب سيدار الحجار، تحقيق هذا الأخير منذ الشهر المنصرم لانطلاقة جديدة ونفس قوي، سيعود حسبه بالفائدة على النشاط الاستثماري للمؤسسة، مشيرا إلى أن هذه الإنطلاقة القوية للمركب سجلت رغم التوقف التام للإنتاج في الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا. وفي كلمة وجهها لعمال المركب بالمناسبة، نوه الوزير بمجهودات ونضالات كل الأعوان والإطارات "الذين استطاعوا إعادة هيكلة بعض هياكل المركب وكل لواحقه"، مشيرا إلى أن الرهان الذي ينبغي أن يرفع في المستقبل القريب هو خلق القيمة المضافة وتحقيق المركب للاكتفاء الذاتي. وذكر السيد أيت علي أن ثقة العمال كبيرة في هذه المؤسسة، بعد تحقيق أولى ثمار المخطط الجديد والنظرة الجديدة في التسيير، التي تركز على جدولة الديون بإشراك البنوك واقتناء المعدات اللازمة لإعادة بعث النشاط وإعادة مكانة المركب ضمن النسيج الصناعي الوطني. وأوضح أن زيارته الثانية لمركب سيدار الحجار خلال فترة قصيرة لم تتعد الشهرين، تأتي من أجل إعادة النظر في التسيير والتأهيل التكنولوجي لأجهزة الإنتاج بالمركب، في إطار استراتيجية جديدة للرفع من مردودية الإنتاج، خاصة بعد الفوضى والهزات والأزمات الأخيرة، بما فيها جائحة كورونا. في سياق متصل، قال الوزير إن الحكومة تنوي إعادة بعث كل وحدات المركب بمنطق الصناعة التصنيعية، ووفق النظرة الجديدة، التي تجعل منه قاطرة للاستثمارات. وركز الوزير في حديثه مع إطارات المركب على ضرورة بلوغ المركب لمرحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي في التمويل، من دون أن يعوّل على الدولة. وأشار من جانب آخر إلى أن الدولة غير مستعدة حاليا للدخول في شراكة مع جهات أجنبية، قبل تحقيق اكتفاء في الإنتاج المحلي وتنويعه، معتبرا مركب الحجار رمز سياسي واقتصادي للجزائر. من جهته، أشار المدير العام لمركب الحجار السيد رضا بلحاح إلى أن استئناف النشاط بكافة الوحدات الإنتاجية سيكون منتصف الشهر الجاري، من خلال عودة الفرن العالي، فيما يتوقع تحقيق إنتاج سنوي يفوق 600 ألف طن من المنتوجات الحديدية، قبل الوصول إلى 1 مليون طن مع انتهاء الشطر الثاني من مخطط الاستثمار في 2023. للإشارة، تتواصل اليوم زيارة وزير الصناعة، بمعاينة مؤسسة "فيرتيال" بعنابة وغيرها من الأقطاب الصناعية الأخرى.
