لقيت الإجراءات الجديدة التي اتخذها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في قطاع التكوين المهني، ارتياحا واستحساناً كبيرين وسط المتربصين، المؤطرين والمسؤولين، الذين اعتبروا القرارات ثورة في القطاع وانطلاقة جديدة تحفز الشباب على الالتحاق بمراكز التكوين المختلفة. وأكد المتربصون الحاليون والراغبون في الالتحاق بقطاع التكوين المهني، رفع منحة التجهيز السنوية واستحداث منحة شهرية ابتداء من هذا الشهر، ستفتح آفاقا واسعة للتكوين وتشجع على الالتحاق بمختلف المراكز والمعاهد، للتخلص من هاجس البطالة بالنسبة للذين لم يسعفهم الحظ في مواصلة الدراسة، خاصة بعد التسهيلات التي سمحت لكل راغب في التكوين بالالتحاق بالقطاع. وفي هذا الصدد أوضح ممثل متربصي مركز التكوين المهني محمد حمراوي بجسر قسنطينة، بيشارة عبد الرحمان، أن قرارات رئيس الجمهورية أثلجت صدور المتربصين وبعثت فيهم الكثير من الأمل، خاصة بعد التأكيد على إعطاء الأولوية في التوظيف للمتخرجين من معاهد التكوين وتخصيص منحة بخمسمائة دينار شهريا "أعادت إلى المتربص حقوقه وأزالت عنه عبئا ثقيلا وستساعده كثيرا في مزاولة تكوينه" . وقال المتحدث ل"المساء" نيابة عن زملائه، أن المتربصين جد راضين بالقرارات الأخيرة التي "كنا متشوقين لسماعها"، معبرا عن ارتياحه لاختياره تخصص الحلاقة التي يسعى إلى إتقانها رفقة زملائه الذين فضلوا مزاولتها بالمستشفيات وديار الرحمة في إطار مساعدة المرضى والتضامن معهم. من جهتها، أكدت السيدة سميرة عزوز، أستاذة في مادة السكرتارية بمركز جسر قسنطينة، أن إجراءات رئيس الجمهورية الأخيرة، تحفز الشباب على الالتحاق بالتكوين والاستفادة من الفرص المتاحة في المراكز والمعاهد الموجودة على التراب الوطني والتي أصبحت -حسبها -تستقطب حتى جامعيين، بالنظر إلى الجانب التطبيقي الذي يمكنهم من اكتساب تجربة هامة في بعض التخصصات، كما أكدت على أهمية هذه الإجراءات في تحسين ظروف عمل الأستاذ والمتربص على حد سواء. واعتبرت الأستاذة في الطرز على القماش، السيدة سعيدة يخلف، الإجراءات التي أعلن عنها من سيدي بلعباس، جد هامة ومشجعة للمتربص، كونها ستزيل العبء عن أهله، خاصة بعض التخصصات التي تتطلب تكاليف، بالإضافة إلى تخفيض نسبة البطالة والحد من الانحرافات وسط الشباب، الذين ستمكنهم مجالات التكوين المتاحة من الحصول على شهادة والالتحاق بعالم الشغل مستقبلا، خاصة أن الأساتذة والمؤطرين يقومون بمجهودات للتمكين المهني والعلمي للممتهنين. وجاء رأي الفرع النقابي للمركز مثمنا هو الآخر للإجراءات، حيث أوضح أمينه العام نصر الدين بن حالة، أن ذلك يسمح بالعمل في ظروف ملائمة بالنسبة للمتربصين والأساتذة الذين ينتظرون هم أيضا تجسيد وعود الوزارة الخاصة بالتصنيف، حسب ما ينص عليه قانون الوظيف العمومي. أما مدير مركز جسر قسنطينة، السيد رابح قارون، الذي شهد له المتربصون والمؤطرون بتفانيه في خدمة التكوين المهني بحكم أقدميته، فاعتبر الإجراءات الجديدة جد ايجابية وثورة في التكوين المهني، لأنها ستسد الكثير من العجز، متوقعا المزيد من الإقبال على المراكز والمعاهد الوطنية في الدورات المقبلة، بالنظر إلى الانعكاسات الإيجابية للقرارات الأخيرة التي قام هذا المدير بتبليغها للمعنيين في اللقاء الذي تم يوم السبت الفارط في إطار لقاءات دورية، التي دأب هذا المسؤول على القيام بها في إطار الاستماع الى انشغالات وتطلعات المتربصين بالمركز الذي يقدم تكوينا في تخصصات متنوعة، منها الإعلام الآلي، كهرباء السيارات، الصيانة الميكانيكية، المحاسبة، الطرز، الخياطة الجاهزة، حلاقة الرجال، السكرتارية، الترصيص الصحي وكهرباء العمارات، من خلال تأطير يضمنه 35 أستاذاً مختصاً، بالإضافة إلى دروس مسائية تمتد من 24 الى 30 شهرا حسب التخصصات، والشروع في اختصاص جديد حول تسيير الموارد البشرية ابتداء من يوم السبت لاستيعاب الطلبات الكثيرة. وبمركز القبة المتخصص في تكوين الأشخاص المعاقين جسديا، عبرت المتربصة المصابة بمرض مزمن، راضية اونيات، عن فرحتها الكبيرة وهي تستمع إلى إعلان رئيس الجمهورية استحداث منحة للمتربصين وان الحظ حالفها لتكون من بين المشاركين في الندوة الأخيرة، إلى جانب باقي المتربصين الذين كان الإعلان مفاجأة جد سارة لهم. وفي هذا السياق، أشارت مديرة المركز السيدة عيواز نصيرة، الى أن ما جاء في قرار رئيس الجمهورية سيساعد المتربص على تكاليف التربص والتنقل وتحفيزهم على الإقبال على المهن الكثيرة الطلب في سوق الشغل، بالإضافة إلى رفع معاناة بعض الشباب الذي يعد مدخول أوليائهم محدودا. وذكرت المتحدثة بأهمية المنحة المستحدثة، خاصة بالنسبة للمركز الذي تسيره، الذي يستقبل معاقين من مختلف الوطن اذ سيسهل من تنقل المتربصين القاطنين بالقبة وباقي بلديات العاصمة، رغم تخصيص حافلة لنقلهم ووجود داخلية للبنات في انتظار فتح داخلية للذكور قريبا، من اجل الاستجابة لطلبات الالتحاق بالمركز، الذي يعد الوحيد على المستوى الوطني الذي يكون في اختصاص الإعلام الآلي عن طريق "البراي"، الذي يمكن المكفوفين من الاتصال بالآخرين عن طريق التكنولوجيات الحديثة.