دعا الأساتذة المحاضرون المشاركون في فعاليات المسابقة الخامسة للأغنية الأمازيغية التي تحتضنها دار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو منذ أيام، إلى أهمية تشجيع البحوث العلمية المتخصصة لاكتشاف الموروث الموسيقي الأمازيغي القديم لدى سكان بلدان شمال إفريقيا. كما ناد المشاركون بدعم عمومي أكبر لهذا الجانب باعتباره مكونا هاما لثقافة وحضارة المنطقة، مؤكدون في محاضرة تمحورت حول "الموسيقى والأغنية الأمازيغية " أن الأغنية الأمازيغية بمختلف اللهجات المحلية (القبائلية، الشاوية والميزابية والشنوية) تحتوي على عدة عناصر مشتركة بسبب تأثرها عبر عصور التاريخ بعدة أصناف من الموسيقى ومنها الشرقية والأندلسية والغربية وأصبحت حاليا تتميز بالموسيقى ذات الطابع العربي والإسلامي وكذا المتوسطي. وبخصوص الأغنية القبائلية المحضة والخفيفة الوزن ذات النغمة والإيقاع المتميزين فقد تطورت - حسبما أفاد به الأستاذ - منذ أربعينيات القرن الماضي من طرف بعض الفنانين الموهوبين الذين أطلعوا مسبقا على الكنوز الشعرية الأمازيغية العريقة وسكنوا الجزائر العاصمة مثل الفنان "الشيخ نور الدين" أوبالمهجر مثل المرحوم "سليمان عازم" و"شريف خدام" و"محمد ايقربوشان" هذا الأخير الذي تتلمذ في مجال أصول الموسيقى الكلاسيكية الغربية بانجلترا. أما الطابع الغربي العصري للأغنية القبائلية - حسبما ورد ضمن المداخلتين- فقد أثرى هذه الأغنية بداية من سبيعينيات القرن الماضي من طرف المغني المعروف عالميا "إيدير" وغيره، هذا الأخير الذي غنى وبصوته الرخيم أشعار وأهازيج عدة لسكان منطقة القبائل المعهودة ترديدها خلال مواسم الأفراح والأتراح والحصاد والدرس وجني الزيتون والحرث وغيرها. للإشارة فإن الأغنية القبائلية كانت في البدء تنظم في قالب شعري حيث تلقى دوريا دون استعمال لأية أداة موسيقية على الإطلاق في الأسواق الشعبية بينما كان الضرب على الطبل أوالدف من قبل النسوة أومجموعة "اضبالان" يقتصر على الأعراس فقط نظرا لمدى استهجانها آنذاك من طرف نظام وسلطة "الجماعات المسيرة لشؤون القرى" المسماة ب "ثجماعث".