خصصت الجهات المختصة بولاية قسنطينة، 3500 لقاح خاص بداء الكلب، و500 لقاح، منها ما تم وضعها مجانا على مستوى مديرية المصالح الفلاحية؛ حيث تم استهلاك 400 لقاح من طرف الفلاحين عبر مكاتب النظافة البلدية في البلديات 12 بعاصمة الشرق الجزائري، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للداء المصادف ل 28 سبتمبر من كل سنة، في حين تم توزيع 3 آلاف لقاح على البياطرة الخواص؛ من أجل استعمالها من طرف الفلاحين ومربي الحيوانات الأليفة. شهدت الحملات التحسيسية ضد هذا الداء خلال هذه السنة، ظروفا استثنائية بسبب انتشار وباء كوفيد-19، الذي عطّل أغلب هذه الحملات التي كانت موجهة للفلاحين والمربين، وحتى عبر المدارس في مختلف الأطوار. كما عطّل انتشار هذا الوباء إجراء العديد من الدورات التكوينية عبر المعهد الجهوي البيطري، الذي يوفر سنويا أكثر من 30 % من اللقاحات بشكل مجاني، والتي يتم استيرادها من الخارج في انتظار دخول الإنتاج المحلي قريبا إلى السوق. وانطلقت خلال شهر أكتوبر الجاري، حملة تلقيح الحيوانات عبر المزارع والأرياف بولاية قسنطينة، والتي يشرف عليها البياطرة الخواص المكلفون بهذه المهمة، لحماية الثروة الحيوانية والصحة العمومية، حيث دعت المفتشية البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية، كافة الفلاحين والمربين إلى القيام بعملية التلقيح لحماية القطعان من أي وباء، خاصة أن لقاح الكلَب حمايةٌ من العديد من الأمراض الأخرى. وحسب رئيسة الشبكة الوبائية الولائية والمفتش الرئيس بمديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، فإن عملية التلقيح المجاني دامت مدة أسبوع بين 22 سبتمبر الفارط و28 من نفس الشهر، موازاة مع إحياء اليوم العالمي لداء الكلب، الذي جاء هذه السنة تحت شعار "معا لنقضيَ على السعار"، خاصة في الدول النامية، بما أن الدول المتقدمة قضت على داء الكلب عند الحيوانات، في حين لايزال هذا المرض الذي يصيب الحيوانات ذات الدم الحار، يقتل الإنسان بالدول النامية، ومنها الجزائر. وترى الدكتورة جنة جهيدة، أن انتشار قطعان الكلاب المتشردة بهذا الشكل غير المنظم وغير المراقب، يُعد مشكلا حقيقيا في ظل غياب الإجراءات الوقائية؛ من خلال تربية الحيوانات بالمناطق العمرانية والشقق داخل العمارات، وعدم الاهتمام بالمراقبة الطبية ومتابعة هذه الحيوانات، أو عبر مختلف ورشات البناء، التي باتت تُعد من النقاط السوداء عبر الولاية؛ حيث دعت إلى تنظيم حملات القضاء على هذه الحيوانات المتشردة بشكل دوري؛ في خطوة للحفاظ على الصحة العمومية للمواطن. وحسب المختصين، فإن انتشار هذا المرض يكون بالاحتكاك المباشر بين الحيوان المصاب والإنسان؛ إذ يكون انتقال المرض عن طريق الخدش أو العض من حيوان متشرد، على غرار الكلاب أو القطط. ويُنصح في حال الإصابة بغسل الجرح بالماء والصابون قبل التوجه إلى القطاع الصحي للعلاج، خاصة عند الأطفال، الذين يقومون بتربية كلاب وقطط بعيدا عن أعين أوليائهم، الملقاة عليهم مسؤولية كبيرة في هذا الشأن. ويحذّر المختصون من سعار القطط، الذي يُعد أخطر من سعار الكلاب، خاصة أن مدة الحضانة للمسبب الرئيس للمرض، تكون أكبر عند السنوريات، وأن مستوى الإصابات يكون أكبر من طرف القطط التي لا يظهر عليها المرض في أغلب الأحيان، حيث يبقى التلقيح مهمّا جدا للقضاء على مرض الكلب، الذي يصيب أكثر من 50 ألف شخص سنويا في العالم، أغلبهم عبر الدول النامية.