بدأ المترشح المستقل لرئاسيات أفريل المقبل السيد محمد السعيد حملته الانتخابية من العاصمة والمسيلة، في مهرجانين شعبيين، نُظما نهاية هذا الأسبوع، وكشف فيها عن أهم المحاور الرئيسية لبرنامجه، حيث اقترح تغيير النظام من الرئاسي إلى البرلماني لأنه "أفضل نظام للمرحلة الانتقالية التي تعيشها الجزائر حاليا" حسبه، ووعد بتأسيس مراكز استشرافية مهمتها التنبؤ للمستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد تصدر منها القرارات الصائبة، وكذا تطبيق العدالة الاجتماعية وإعادة الاعتبار للطبقة المتوسطة. واستهل السيد محمد السعيد نشاط حملته بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل هواري بومدين بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالعاصمة، صباح أول أمس، ليؤدي بعدها زيارة إلى بيت الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي. وأوضح السيد محمد السعيد أن اختيار هذه الالتفاتة لمباشرة الحملة الانتخابية يعني بأنه "يتوجب على كل دولة حقيقية أن تشرع أولا برد الاعتبار لتاريخها واحترام رموزها". ووجه المترشح لرئاسيات أفريل 2009 "رسالة أمل" للشباب، دعاه من خلالها إلى الإيمان بأن "التغيير ممكن". وخلال تجمع شعبي حضره جمهور غفير غالبيته من الشباب قال السيد محمد السعيد انه من الضروري "إعادة زرع الأمل الضائع" في نفوس الشباب والاهتمام به داعيا إياه إلى تنظيم نفسه في هيئات تسمح له بمواجهة "معركة طويلة من اجل التغيير". واستلهم المترشح من مناسبة عيد النصر لاستنباط الدروس والعبر، ومنها أن "الإرادة هي كل شيء عند الإنسان وأن الحرية تفتك وتنتزع ولا توهب" وأضاف "أن الرجال مواقف والتاريخ حكم لا يرحم "، داعيا إلى الاعتزاز بماضي الجزائر وتاريخها والنظر إليه "كقوة دفع نحو المستقبل". ومن جهة أخرى قال السيد محمد السعيد ان الذين يريدون نشر فكرة ان الأمر محسوم بشأن الانتخابات، إنما يريدون قتل الأمل وزرع اليأس واستمراره في نفوس الشباب" ليردف في الصدد: اعتبر أن "من يحاول إقناعنا بأن اللعبة مكشوفة مستفيد من استمرار الوضع الحالي ولا يعنيه التغيير". وقام المترشح أيضا ب"تشريح الأوضاع الاجتماعية" معتبرا أننا "نعيش في مجتمع تؤطره دولة لا وجود لها إطلاقا وهذا ما نلمسه في حياتنا اليومية" مضيفا أن الدولة "ليست علما يرفرف ونشيدا يعزف". واغتنم المترشح فرصة التجمع للحديث عن الرشوة، مشيرا إلى أن الظاهرة أفسدت البلاد والعباد وجعلت غالبية الشعب يعيش في فقر وأمل مفقود رغم كثرة الأموال التي يدرها البترول والغاز والتي تبذر في الاستعراضات حسب قوله. وراح يسترسل في القول أن "أخطر من سياسة الرشوة" حسب المترشح هو "استعمال سياسة الجهوية لضرب وتكسير الوحدة الوطنية" وأيضا "البيروقراطية القاتلة". يذكر أن محمد السعيد سينشط اليوم مهرجانا بولاية جيجل، بعد أن استوفى مدينة الجزائر وعاصمة الحضنة المسيلة.