يعود إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل المصادف ل 20 نوفمبر من كل سنة الذي يعكس الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإعلان حقوق الطفل، وللاتفاقية المتعلقة بها في ظروف استثنائية بسبب تفشي وباء "كورونا"، الذي جعل كل المهتمين بشؤون الطفولة يبحثون ويناقشون تداعيات الأثر الذي خلفه الوباء على هذه الفئة. وحول حجم الأثر الذي خلفه الوباء على الأطفال، والحلول المقترحة في ظل استمرار الوباء في التفشي، تحدثت "المساء" مع الدكتور فواز الرطروط خبير تنموي اجتماعي في الشأن العربي. يقول الدكتور فواز في بداية حديثه، إن الفيروس التاجي غَير الكثير من السلوكات والقيم والبنى التحتية في كل المجتمعات العربية منها والغربية، الفقيرة والمتطورة، ولم يستثن الطفولة التي عرضها، هي الأخرى، للخطر؛ فمنهم من مات، ومنهم من أصبح يتيما بعد أن فتك المرض بذويهم، ومنهم من يعيش حتى الساعة الكثير من الضغوط النفسية بسبب الحجر الصحي وما ترتب عنه من ضرورة الالتزام بعدد من التدابير؛ أهمها لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي الذي لم يتعود عليه الأطفال". وعلى المستوى النمائي يوضح الدكتور فوزاز: "تَسبب الوباء في توقيف خدمات دور الحضانة ورياض الأطفال، وحتى المدارس ببعض الدول، التي اضطرت لإعادة إغلاق أبوابها بعد تفشي الفيروس، وفرضت نمطا تعليميا جديدا، تمثل في نظام التعلم عن بعد، الذي لم تكن المجتمعات العربية مستعدة له، وبالنتيجة إرهاق للأسر بمتطلبات تفوق إمكانياتها؛ كضرورة أن يكون لكل طفل حاسوب مزود بشبكة الأنترنت؛ الأمر الذي أثر سلبا على حق من حقوق الأطفال، وهو التعليم". وحول أهم الحلول التي يقترحها أمام استمرار الوباء في التفشي، يعتقد الخبير أن طول فترة الوباء يستدعي التدخل العاجل لحماية الطفولة؛ من خلال تفعيل بعض ، ومنها "تطوير نظم الحماية الاجتماعية لدعم الأسر، ومساعدة العائلات بما يلزم من مستلزمات، ليتسنى لأبنائها التمتع بحق التعلم عن بعد، فضلا عن تعزيز نظم الإرشاد والتوجيه الأسري، الذي من شأنه أن يساعد الأولياء على مرافقة أبنائهم خلال فترة الحجر الصحي، الذي عاد ليفرض نفسه بقوة في المجتمعات التي تعيش موجة ثانية، إلى جانب تدريب الأسر على كيفية التعامل مع أبنائها، واللجوء إلى التبليغ عن الأطفال الذين يتم الإساءة إليهم لحمايتهم، وأخيرا تعزيز دور الجمعيات التي يعوَّل عليها خلال هذه المرحلة الحرجة لتقديم مساعدات، تساهم في تنمية الأسرة". ومن جهة أخرى، أوضح الخبير فواز أن "ما يمكن التأكيد عليه اليوم أن جائحة كورونا أثبتت للعام بأنه رغم كل التشريعات المرتبطة بحماية حقوق الأطفال، لاتزال هذه الفئة بحاجة إلى الرعاية والحماية، وإلى حين وصول اللقاح إلى العالم العربي مطلع العام المقبل، حسبما يشاع له عبر مختلف وسائل الإعلام، ينبغي، حسب الخبير، "التقيد بسبل الوقاية، ممثلة في الحرص على ارتداء الكمامة، واحترام التباعد الاجتماعي"، لافتا في السياق، إلى أن "الجهود في ما يخص تعزيز سبل الوقاية، موجودة في كل الدول، إلا أن مستواها ونوعيتها يختلفان من دولة إلى أخرى".