اختير الفيلم الجزائري "هاجر، بستان الزيتون" للمخرج أنيس جعاد، وإنتاج منصف دليسي، ليكون ضمن الأفلام المختارة في ورشة تكميل الدورة 31 من أيام قرطاج السينمائية، المرتقب تنظيمها في الفترة الممتدة من 16 إلى 18 ديسمبر الجاري، والتي تمنح مساعدة مالية لإتمام مشروعه السينمائي، وفقا لما نشره موقع التظاهرة الإلكتروني. يروي فيلم "هاجر، بستان الزيتون"، قصة هاجر أرملة شرطي اغتيل خلال العشرية السوداء، تعيش في قرية جزائرية نائية، تعيل نفسها وابنها المراهق جميل، من خلال كونها عاملة تنظيف في دار البلدية المجاورة. ويعمل جميل ملتقط زيتون في البستان القريب. شائعة سيئة يوقعهما في شجار مع القرويين، يجعلهما يلوذان بالهروب إلى المدينة التالية. هناك، استقبلتهما صديقة هاجر، فاطمة وزوجها محمد. تجد هاجر وجميل صعوبات في العثور على عمل، ويفعلان ما بوسعهما لتغطية نفقاتهما. يتعرضان للمضايقة من قبل مالك الأحياء الفقيرة التي يعيشون فيها، وكان عليهما الفرار مرة أخرى. يصلان إلى الساحل ويستقبلهما قادر، صاحب فندق صغير، يمنحهما بعض العمل أيضا. بينما تستقر، تبدأ هاجر علاقة ودية مع قادر. ومن جهته، يكتشف جميل الحب الأول، ثم يتعرض للخيانة، فيحاول مغادرة البلاد بالقارب مع فاتح الأمر، الذي دمر هاجر بعد كل المعاناة التي تكبدتها لتربية ابنها. شارك الفيلم الجزائري "هاجر، بستان الزيتون" في مهرجان البندقية السينمائي ال77، الذي جرت أطواره من 7 إلى 9 سبتمبر الماضي، ضمن فئة أول فيلم طويل المسماة "Final Cut in Venise"، وهي عبارة عن سوق للبحث عن تمويل للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج. أنيس جعاد مخرج جزائري من مواليد 1974، له عدة أفلام سينمائية، منها "رحلة كلثوم" (2016)، و"تقاطع الطرق" (2014)، والنافذة" (2012). تضم أيام قرطاج السينمائية ورشتي "شبكة" و"تكميل"، التي تهدف إلى تقديم منح مساعدة على إتمام المشاريع السينمائية من الأقسام الرئيسية للأيام، التي ما فتئت تتطور من دورة إلى أخرى، وفي الدورة الاستثنائية لأيام قرطاج السينمائية، ستنتظم قرطاج للمحترفين بورشتيها "شبكة" وتكميل" بفضل الثقة المتجددة للشركاء. للتذكير، دعمت ورشة تكميل منذ سنة 2014، تاريخ إنشائها، 44 مشروعا في مرحلة ما بعد الإنتاج. أما "شبكة" فدعمت 9 مشاريع قيد التطوير منذ سنة 2018. وقد عرفت الكثير من هذه الأفلام مسيرة تدعو إلى الفخر في المهرجانات الدولية أو في المنصات المهنية المماثلة، كما استفاد أصحاب المشاريع العرب والأفارقة من اللقاء بالضيوف، من مهنيين وصناع السينما، فنهلوا من تجاربهم وخبراتهم، وتبادلوا معهم وجهات النظر والأفكار، وجمعتهم بهم نقاشات عميقة ومثمرة. تكتمل الورشتان "تكميل" و"شبكة" ببعضهما البعض، حتى صارت "قرطاج للمحترفين" منصة ترافق السينمائيين في مشاريعهم، من مرحلتهم الأولى إلى النهاية في هذه السنة الاستثنائية والصعبة، بالنسبة لجميع الفنانين، كان من الضروري الاستمرار في تجديد أحلام الفنانين، لتستمر معها أحلامنا، وعلى الرغم من انتشار الوباء، تقاوم أيام قرطاج السينمائية بصمود، ووفية لخطها التحريري في اكتشاف المواهب، لذلك، قررت أيام قرطاج السينمائية في دورتها الاستثنائية، دعم الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها.