أجمعت أحزاب سياسية وجمعيات وطنية بالجزائر عن رفضها لقرار ترسيم تطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني معتبرة إياها "تحالفا ضد الحقوق الأساسية للشعبين الفلسطيني والصحراوي". وأكد حزب طلائع الحريات، في بيان له، أن الصفقة السياسية بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني تحت رعاية الإدارة الأمريكية الحالية تمثل "تعديا صارخا" على الشرعية الدولية من طرف نفس هذه القوة الأمريكية العظمى العضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة والمملكة المغربية، وأن هذا "المساس السافر بحقوق الإنسان تزامن مع نفس اليوم الذي تحتفل البشرية فيه باليوم العالمي لحقوق الأنسان". وأضاف الحزب أنه "بهذا التصرف فإن الدول الثلاث تحالفت صراحة ضد الحقوق الأساسية للشعبين الفلسطيني والصحراوي ومنها التمتع بحق تقرير المصير الذي كرسه القانون الدولي. كما وصفها ب"صفقة الخداع" المبرمة من دون أي شرعية.. والتي لن تسوي أيا من النزاعين ولن تضع حدا لمقاومتهما التي يخوضانها بكل الوسائل، طالما أن هذين الشعبين تحدوهما إرادة لا تقهر بغرض انتزاع استقلالهما الوطني. واعتبر حزب طلائع الحريات أن الجزائر "مستهدفة أكثر من أي وقت مضى بهذه المؤامرة الهدامة غير المصرح بها التي تحاك في منطقتنا". وقال إن السلام والأمن الجهويين في الشرق الأوسط كما في المنطقة المغاربية مهدّدان بشكل مكثف ويمثلان خطرا حقيقيا على استقرار المنطقتين. أما حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، فأكد على لسان رئيسه، محسن بلعباس، أن الجزائر "ظلت منذ استقلالها تؤيد حق تقرير مصير كافة الشعوب المستعمرة دون تمييز" وأن هذا الموقف مدرج في عقيدة الأممالمتحدة فيما يخص قضية الصحراء الغربية، أي أنها قضية تقرير مصير لا تزال على جدول أعمال الأممالمتحدة. وعن موقف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، كتب يقول إن الولاياتالمتحدة دافعت عن حق تقرير مصير الشعوب، كمبدأ، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على لسان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عام 1918، "وعليه فإن الانقلاب في الموقف الذي جاء به ترامب لا يغير شيئا في المشكلة بل هو "يضع بلاده في تناقض مع تاريخه وكذلك مع الأممالمتحدة". ورفض شيوخ وعلماء الزوايا والمدارس الدينية بمنطقة أدرار وبعض المشايخ من خارج الولاية، في بيان لهم، ما أقدمت عليه بعض الحكومات العربية و«بالأخص حكومة إخوتنا في الدين والجغرافيا والتاريخ في المملكة المغربية الشقيقة، من الارتماء في حضن الاحتلال الصهيوني، وإعلان التطبيع والولاء لمن قتلوا شعبنا واحتلوا أرضنا ودنسوا مقدساتنا العربية الإسلامية من بني صهيون، ومن لف لفافهم وانتهج مذهبهم"، وأضافوا أن هذا الموقف "لا ينسجم مع هوية وتاريخ وحضارة شعوبنا العربية والمغاربية". كما دعت الأمانة الوطنية للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بقيادة الأمين العام السيد عليوي، في بيانها، إلى احترام الشرعية الدولية ضد منطق القوة والصفقات المشبوهة وجددت بالمناسبة دعمها "الثابت والصلب لقضية الشعب الصحراوي". بدورها ندّدت الأمانة الوطنية لمنظمة أبناء الشهداء بشدة بإقدام النظام المغربي على التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبرته "خيانة عظمى للأمة تتنافى ومواثيق الشرعية الدولية وتعد صارخ في حق الشعوب التواقة للحرية والسلام بالخصوص الشعبين الفلسطيني والصحراوي". ودعت "إلى الاتحاد والتجند واليقظة لتقوية الجبهة الداخلية، لمواجهة خطر الانشقاق والانقسام، وحماية تكتلنا الذي لن يزعزعه كيد الأعداء، خصوصا بعد تصريح ترامب المنتهية ولايته الذي يصبو إلى إعلان حرب بالوكالة في المنطقة، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا من طرف وطن المليون ونصف المليون شهيد، وشعب جزائري أبي متمسك بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وفق قرارات الأممالمتحدة والهيئات الإقليمية". من جهته، توجه المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، في بيانه إلى الشعب المغربي الشقيق ونخبته، داعيا إياهم إلى "أن ينتفضوا في وجه هذه المؤامرة الملكية التي باعت القضية الفلسطينية من أجل مصالح لا تخدم الشعب المغربي بقدر ما تخدم الملك وحاشيته".