وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، قالها صراحة، مرارا وتكرارا، بأن أطرافا فرنسية تخطط بمعيّة المخزن والكيان الصهيوني، ويتآمرون ضد الجزائر.. التي كانت ومازالت وستبقى شوكة في حلق هؤلاء وأولئك، من الأعداء السابقين واللاحقين. نعم، الجزائري "راسو خشين".."خشين" في الوقوف مع المظلومين والردّ على الظالمين.."خشين" في مساندة القضايا العادلة وحقّ الشعوب المحتلة في تقرير المصير.."خشين" في المطالبة بتصفية الاستعمار حيثما كان ووُجد. الجزائر "خشينة" في الحقّ ومقاومة قوى الشرّ والتصدّي للمتآمرين والمتحاملين والمتطاولين، هي لا ولن تخشى في ذلك لومة لائم، ولذلك، فإن لوبيات قديمة "متجدّدة"، بعضها ميت، وبعضها محنط، وأخرى "مومياء"، فرنسية ومخزنية وصهيونية، تجمعها النزعة الاستعمارية، تتربّص على مرّ التاريخ بهذه الجزائر الحرّة والسيّدة. مصيبة عدو الأمس (فافا)، وأدعياء الجور والأخوّة (المخزن)، مدّوا أيديهم هذه المرّة علنا، إلى "بني صهيون"، بعدما ظلوا يتحالفون معه في السرّ والكتمان، فأسّسوا "حلف شيطان متصهين"، لهدف واحد، وهو محاولة استهداف بلد المليون ونصف المليون شهيد، الذي لا يخنع ولا يركع إلاّ لخالق الأرض والسموات. يُريدون من أرض الأحرار والشهداء الأبرار، أن "تتخلّى" عن فلسطين، وشقيقتها في المقاومة والمكافحة، الصحراء الغربية، وهم بذلك يتجاهلون أن القضية الأولى مثلما أكدها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هي أم القضايا، وأن الثانية هي أيضا قضية تصفية استعمار. من سوء حظ "الاستعماريون الجُدد"، أن الجزائريين أب عن جد، وشبل عن أسد، يؤمنون بالحرية ويكفرون بالاستعباد، وجيل الاستقلال مثل جيل الثورة، لا يستسلمون أبدا..ينتصرون أو يستشهدون. مصيبة هؤلاء "الرهط" من سارقي ثروات الشعوب واغتصاب أراضي الشرفاء، لم يحفظوا الدرس، ولم يستوعبوا الهزائم النكراء التي منيوا بها على أيدي رجال عاهدوا الله بكرة وأصيلا، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. الجزائري، جزائري، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، أحبّ من أحبّ وكره من كره..لا يفاوض، ولا يقايض، ولا يبيع ولا يشتري، ولا يتنازل، عندما يتعلق الأمر بقضايا الأرض والعرض والفرض. عودوا إلى صفحات التاريخ والذاكرة، علّكم تفهمون وتستفهمون، أو تموتون بغيضكم، وأنتم تقرؤون بطولات الأمير عبد القادر، وبوبغلة، والشيخ بوعمامة والمقراني، ولالا نسومر، وبن مهيدي، وبن بولعيد، وزيغوت وديدوش، وغيرهم من الشهداء والمجاهدين، الأحياء منهم والأموات، ممّن حملوا على كتفهم الأيمن، بندقيتهم، وعلى كتفهم الأيسر، كفنهم، وفوق رؤوسهم علما بالأخضر والأحمر والأبيض، في سبيل الله والوطن. للمرّة المليون..بل، إلى ما لا نهاية، أفيقوا، واستفيقوا، قبل أن تنتحروا، وقد طاردتكم لعنة الأبطال بالأمس واليوم وغدا، وأنتم رهينة ماض أسود ودموي، ومستقبل لن تشرق فيه عليكم شمس الراحة والطمأنينة، مالم تتوبوا وتعتذروا، ليبقى حكم الله وعدله عليكم فوق كلّ الأحكام والعدول.