بعد أيام تحل علينا الذكرى الأولى لرحيل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ذكرى اقترنت مع مناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث قدم هذا الرجل نفسه كبش فداء لبلاده مثلما قال عند صدور حكم الإعدام في حقه·ولا نريد من خلال هذه المحطة استذكار محاسن أو مساوئ الرجل، بقدر ما نريد تسليط الضوء على واقع العراق الغارق في دوامة العنف والدمار والقتل التي أمست تميز يومياته· ها قد رحل صدام وها قد تفكك حزب البعث وها قد سقطت أسطورة أسلحة الدمار الشامل بمجرد أن سقطت بغداد في يد قوات التحالف··· لكن أي تغيير طرأ على الواقع العراقي؟ المؤكد أن العديد من العراقيين ليسوا راضين عما آلت إليه الأمور في بلادهم، وما كانوا ليوافقوا المساومة باستقرارهم وأمنهم في الوقت الذي ذهبت فيه أحلام إرساء الديمقراطية والحرية أدراج الرياح·· بل ما فائدة كل ذلك أمام واقع مجهول، مظلم كظلمة نفق بدون منفذ· تمر أكثر من ثلاث سنوات على غزو العراق لتطول بذلك نزهة الجنود الأمريكان على ضفاف دجلة والفرات، وما كانوا يدركون ذلك لأنهم سرعان ما استيقظوا على كابوس الموت الذي يترصدهم في كل مكان وزمان، غير أن هذه الجولة الطويلة تجعلنا نطرح السؤال ماذا جنى العراق من كل ذلك سوى أثقال من المشاكل والأحزان··؟