شكل موضوع "دور الترجمة من وإلى الأمازيغية في التطور اللغوي والإشعاع الثقافي"، محور ندوة مؤخرا، بمشاركة مختصين وأكاديميين، ضمن البرنامج الثقافي للصالون الوطني للكتاب، الذي تتواصل فعالياته بقصر المعارض، الصنوبر البحري في الجزائر العاصمة. في هذا الإطار، أشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إلى أهداف هيئته في ترقية وتشجيع الترجمة، باعتبارها "جسرا" يربط بين اللغات المتداولة في الجزائر، وهي اللغة الأمازيغية والعربية، في إطار "تشجيع التعدد والتعايش اللساني في الجزائر"، مبرزا أن "الاهتمام بالترجمة يهدف إلى إرساء تقاليد مقننة، بإبرام اتفاقيات مع مختلف دور النشر الجزائرية والكتاب، للحفاظ على حقوق الناشر والمؤلف". أوضح نفس المصدر، أن المحافظة السامية للأمازيغية تعمل ضمن استراتيجيتها في مجال الترجمة، على "مرافقة حاملي مشاريع الترجمة، حيث تم تخصيص لجنة قراءة لتقييم النصوص المقترحة من أجل نشرها"، مؤكدا أن "دائرة المقروئية باللغة الأمازيغية في الجزائر، خطت خطوات كبيرة وتتسع كل سنة". من جهة ثانية، أكد السيد عصاد حرص المحافظة على إعطاء دفع لحضور وتواجد الكتاب الأمازيغي، خاصة الكتاب الأدبي في المشهد الثقافي، من خلال المشاركة في المعارض الوطنية والصالون الدولي للكتاب، لتعزيز مكانته والترويج له. دعا السيد عصاد مختلف الشركاء، كالهيئات والمؤسسات العمومية والوزارات، للاهتمام بالترجمة إلى اللغة الأمازيغية، مشيرا إلى مشاريع قيد التنفيذ مع وزارة الشؤون الدينية، وترجمة 3 مذكرات تاريخية مع وزارة المجاهدين. إلى جانب ذلك، تحدث السيد عصاد، ضمن جهود تشجيع الترجمة في مجال اللغة الأمازيغية، عن اقتراحه على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بضرورة فتح ماستر ترجمة أمازيغي عربي على مستوى جامعة الجزائر، من أجل ترقية هذه اللغة الوطنية الرسمية التي يتم تدريسها في أغلب المؤسسات التعليمية في الوطن، فيما أشار إلى أنه "تم تنصيب خلية ترجمة بداية السنة الجارية، مختصة في الترجمة المؤسساتية". بدوره، تطرق الباحث بن عثمان زين، في مداخلته، إلى "صعوبات وعوائق الترجمة من الروسية إلى اللغة العربية والأمازيغية"، مؤكدا أن الترجمة أساسها "الفهم"، حيث لا يستطيع المترجم أن ينقل المعنى بصورة قريبة من الأصل، إذ لم يفهم فهما صحيحا، ويكون متشبعا ببيئة وثقافة اللغة المصدر أو كلاهما. دعا الباحث إلى "تشجيع تأليف قواميس للأمثال والحكم الأمازيغية بجميع المتغيرات، باعتبار أن امتلاك القواميس المختصة، يلعب دورا أساسيا في تغليب كفة الترجمة الجدية"، ونوه إلى أن الترجمة تقودنا إلى خلق مفردات جديدة، تساهم في الإثراء اللغوي.