لم يعد لأكاذيب المرجّفين والمنجّمين أيّ تأثير ولا قدرة على مجابهة التغيير ورغبة التطوير وتحرير كلّ القطاعات من فيروس التزوير الذي عمّر للأسف طوال سنوات ماضية، لا يُريد الجزائريون ذكرها وتذكّرها لكنهم يرفضون تمزيق الصفحة، حتى تبقى آية للعبرة والاعتبار. حقيقة التغيير والإصلاحات استجابة لحلم ومطالب الحراك الأصلي والأصيل، "شوّطت" سمكة أفريل، مثلما كوت "الجزائر الجديدة" حيتان القرش المتورطة خلال العهد البائد في الفساد والإفساد والتسيير الانتحاري والنهب المبرمج والإفلاس والاحتيال واختلاس "ملك البايلك" بقوانين على المقاس خارج القانون والضمير والأخلاق! حقائق كثيرة ووقائع متعدّدة "تشوّط" اليوم "أكاذيب" أفريل وكلّ شهور السنوات الماضية، التي دفعت الأغلبية الساحقة والمسحوقة من الجزائريين إلى الانتفاضة السلمية في 22 فيفري 2019، بما أبهر العالم، وأنتج مشهدا مذهلا لن يحدث إلاّ في بلد اسمه الجزائر، وقد لا يتكرّر في غيرها. يافطة "مايد إين ألجيريا"، ليست وليدة اليوم، ولا صنيعة الصدفة وإنما هي تلقائية وبريئة كلما تعلق الأمر بمستقبل الجزائر وقوّتها ووحدتها الترابية والشعبية وبسيادتها وأمنها واستقرارها وكبريائها وحرية قرارها.. وبمواقفها التاريخية الثابتة ومبادئها المقدّسة التي لا تقبل التنازل أو التفاوض، ولا البيع أو الشراء في المزادات والمناقصات العلنية والسرية. إن التغييرات والإصلاحات الجارية والملموسة في عديد القطاعات والمجالات، لا تتطلّب الكثير من التفكير والفحص لاكتشاف أصولها وفصولها، ولذلك فإن الحقيقة دائما تكذّب محاولات الزيف والتزييف التي يعمل البعض على تسفيه وتتفيه كلّ الخطوات نحو استكمال الجزائر الجديدة.. المشروع الذي لا يختلف حوله الحاكم والمحكوم. من السهل إنتاج الأكاذيب والأراجيف، وتحويل الحبّة إلى قبّة، لكن بالمقابل، من الصعب بل يستحيل تغطية الشمس بالغربال، وطمس أشعة حقائق ساطعة لا يُمكن بأيّ حال من الأحوال حجبها، أو منع الناظرين من رؤيتها، أو إغماض جميع العيون التي تنظر نحو ألوان قوسح قزح. في نهاية المطاف، فإن "الصيّاد الماهر" هو المنتصر على "سمكة أفريل" وغيرها من الحيتان والديدان، ومخططات إخفاء المتغيّرات القانونية والسياسية والاقتصادية التي لاحت في الأفق، رغم "العراقيل" والمطبّات والحواجز المزيفة التي مازالت تنصبها "بقايا العصابات" المستفيدة خلال الماضي، بالبيروقراطية والمافيوية و"الأفسدة" ووضع الدبابيز في عجلة المركبة. نعم، لا يُمكن لسمك القرش وحيتان الدولفين والبالين والشبوط والسردين، أن تعيش طويلا خارج الماء، وهذه سنّة الله في خلقه، ولذلك، يجب على هذا النوع من الكائنات أن "يخافو ربي" في هذا البلد ويرجعوا إلى عقولهم، إمّا بالمشاركة في التغيير بالتي هي أحسن، أو فليلتزموا الهدوء والسكينة وفي هذا خير لهم ولغيرهم. الأهمّ في المهمّ، أن يتوالى التغيير والإصلاح مثلما يريده جميع الجزائريين دن استثناء، وأن يبتعد "المغرّر بهم" عن "التخلاط" و"التخياط" وصبّ البنزين على النار، من باب "نلعب وإلاّ نفسّد"(..)، حتى لا يضيع المزيد من الوقت، ويتمّ تأجيل ما لا يجب تأجيله، ويتفادى الجميع الصعود نحو الأسفل، أو التقدّم باتجاه الوراء!