ارتياح مبعوثي الصحافة الأجنبية للإمكانيات والتسهيلات الموفرة لهم يشهد مقر المركز الدولي للصحافة الكائن بالجزائر العاصمة منذ الساعات الأولى لإنطلاق عملية التصويت أمس حركة لا متناهية لممثلي الصحافة الوطنية والأجنبية من أجل إنجاز مهمتهم وتغطية هذا الاستحقاق الوطني الذي تعيشه الجزائر. وقد وفر المركز كل الإمكانيات للصحفيين من أجل استقاء الأخبارالمتعلقة بمجرى الانتخابات الرئاسية عبر ولايات الجزائر ال48 وتطوراتها من كيفية إقبال الناخبين على المكاتب الانتخابية وكذا متابعة الإعلان عن نسب المشاركة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية على مدار ساعات النهار. كما وضعت تحت تصرف المبعوثين الأجانب المكلفين بتغطية الانتخاب الرئاسي كل الإمكانيات لإرسال تقاريرهم الإخبارية نحو مؤسساتهم الإعلامية في الوقت المطلوب سواء أكانت مكتوبة أو إذاعية أو تلفزية. ولقد استحسن مجموع المراسلين الصحفيين الذين تقربت واج منهم الأوضاع التي لمسوها منذ وصولهم من دولهم العربية والأوروبية والآسيوية وكذا الظروف التي هيئت لهم من أجل تسهيل مهمة تغطيتهم لمجريات هذا الاستحقاق الهام. وكانت التجهيزات التي وضعت بالمركز الدولي للصحافة بمثابة الآلة المحركة التي يعتمد عليها الصحفيون من أجل إنجاز عملهم الإعلامي حيث زودت قاعات التحرير بأجهزة حواسيب بخدمات الانترنيت وخصصت استديوهات للبث الإذاعي والتلفزي كما وضعت شاشات تلفزيون لمتابعة آخر الأخبار المتعلقة بالرئاسيات. وتقربت واج من بعض الصحفيين لاستفسارهم بشأن الظروف التي يعملون فيها وتنقلاتهم اليوم إلى مكاتب الاقتراع ولقاءاتهم بممثلي المترشحين والناخبين علما أن بعضهم متواجد بالجزائر منذ مارس الماضي كمراسل جريدة "البلد" لبوركينافاسو الكسوندر لوغران الذي أوضح انه جاء الى الجزائر لتغطية الكأس الإفريقية لكرة القدم لأقل من 17 سنة في مارس الماضي وقرر تمديد فترة تواجده بالجزائر لتغطية الانتخابات الرئاسية". وبشأن جو الانتخابات قال الكسوندر لوغران "انها أيام فرح وسرور أعيشها هنا" مشيرا الى انه تنقل صباح امس عبر بعض المكاتب الانتخابية بالجزائر العاصمة ولاقى "كل الترحاب والتسهيلات" من قبل الجميع. وسرد بالمناسبة صورة شدته هذا الصباح من الأعماق -كما قال- وهي صورة شيخ فاق ال90 سنة يدخل مكتب الاقتراع وهو يتوكأ على عصا ومرفوقا بأحد أبنائه على ما يبدو علما أنه كفيف فقد بصره خلال ثورة التحرير الجزائرية إلا انه لم يتأخر عن التعبير عن صوته في هذا الحدث الوطني. مراسل قناة فرانس 24 من جانبه والذي كان مرفوقا بكل طاقم البعثة حرص بادئ ذي بدء على التعبير عن كامل امتنانه للتسهيلات التي سخرتها السلطات الجزائرية من اجل نجاح مهمة الإعلاميين سواء الجزائريين منهم أو الأجانب. وأشار في هذا الصدد الى انه حظي بكل التسهيلات خلال تنقله هذا الصباح عبر مكاتب الاقتراع خاصة فيما يتعلق بالحصول على الخبر المرجو مؤكدا ان الانتخابات هذه المرة تتسم بالسلاسة وتعكس خبرة المنظمين والمشرفين عليها. الفريد دي منتيسكيو مراسل وكالة اسوسيايشن براس الامريكية فقد بدت عليه وهو يتحدث علامات الارتياح التي ولدتها اجواء العمل التي يعيشها حيث أكد لنا في هذا الصدد انه يعود للتو من خرجات الى مكاتب الاقتراع وما لمسه هو سهولة تحصيل الخبر سواء فيما يتعلق بنسبة المشاركة أو غيرها. وقد أكدت مديرة الاتصال بالمركز الدولي للصحافة ثريا بن شهيدة ان هذا العدد الكبير من الصحفيين المتواجدين بالمركز "يعكس نجاح الرهانات التي وضعناها" من أجل التغطية الإعلامية مشيرة إلى تواجد العديد من وكالات الأنباء الدولية والقنوات التلفزيونية والإذاعية منها صوت أمريكا وفرانس 24 قناة اي تي كانال + وراديو تلفزيون السويد ووكالة انسا الإيطالية الى جانب قناة التلفزيونية "روسيا اليوم" الناطقة بالعربية التي تحضر الى الجزائر لأول مرة. كما تحضر الصحافة الفرنسية المكتوبة والمرئية والسموعة بقوة لتغطية الانتخابات الرئاسية حيث أوضحت السيدة بن شهيدة أن أغلبية الصحف الفرنسية متواجدة منها جريدة ليبيراسيون الى جانب عدد كبير من القنوات الإذاعية والمرئية إضافة إلى وكالة الأنباء الفرنسة. كما تغص قاعات المركز بأعداد كبيرة من مراسلي الصحافة العربية والخليجية. ودعما لهذه الأجواء وحضور أشقاء وأصدقاء الجزائر من الإعلاميين قالت بن شهيدة أن المركز ومن اجل رسم صورة لتاريخ الجزائر داخل قاعات المركز وجهت دعوات الى فنانين تشكيليين ومؤسسات لها علاقة بالنشر والثقافة والسياحة من أجل عرض أعمالهم والتعريف بالثراء الثقافي والسياحي في الجزائر ومن بين من وجهتهم إليهم الدعوة الوكالة الوطنية للنشروالإشهار والديوان الوطني للسياحة وكذا لفنانين شباب لعرض منتوجاتهم من الخزف التي يعكس أصالة التراث والثقافة الجزائرية.