تجمع نحو 25 ألف متظاهر أمس الجمعة في العاصمة الجورجية تبليسي لليوم الثاني على التوالي للمطالبة باستقالة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي من أجل ضمان الانتقال السلمي للسلطة. وحسب ما نقلته وسائل الإعلام امس سيدلي قادة المعارضة بتصريحات حول استراتيجيتهم المقبلة بعد أن أكدوا أنه "لم يعد بمقدور ساكاشفيلي قيادة البلاد بسبب خصومته مع روسيا" والتى بلغت ذروتها بعد حرب قصيرة شنتها موسكو ضد تبليسى في أوت الماضي إثر اقتحام قوات جورجيا لإقليم أوسيتيا الجنوبية الموالي لموسكو. من جهته أعلن ساكاشفيلي في تصريح صحفي أنه "لن يقدم استقالته قبل عام 2013 " موعد انتهاء مدة ولايته بغض النظر عن مطالبة المعارضة بذلك. وقال الرئيس الجورجى أنه "لن يستجيب لطلب المعارضة" بتنحيه لأن ذلك "لا يتماشى - كما أوضح - مع دستور وقوانين البلاد سيما وأنه انتخب بطريقة ديمقراطية". وأكد ساكاشفيلي أنه "مازال عاقدا العزم في سنوات رئاسته الأربع القادمة لتنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى وتثبيت المسار السياسي بالبلاد وتعزيز صرح علاقات جيدة لجورجيا مع الشركاء السياسيين والاقتصاديين الدوليين والاقليميين". ولصد التظاهرات التي انطلقت منذ يوم أمس الخميس أمام البرلمان الجورجي في العاصمة للمطالبة باستقالة ساكاشفيلي انتشر المئات من شرطة مكافحة الشغب وفرق الإطفاء أمام مبنيي البرلمان والقصر الرئاسي وفق ما ذكرته التقارير الإعلامية. وتخشى السلطة من أن تتحول التظاهرة إلى أعمال شغب عنيفة مشابهة للتي وقعت في العام 2007 حين قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بعنف وأطلقت رصاصا مطاطيا وغازا مسيلا للدموع. وكان قادة المعارضة قالوا أن التظاهرة ستستمر حتى استقالة ساكاشفيلي والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قد أكد يوم 2 أفريل الجاري في لندن أن روسيا "على استعداد تام للتعامل مع سلطات جديدة في جورجيا في حال حدوث متغيرات فيها وليس مع الرئيس الجورجي الحالي ميخائيل ساكاشفيلي". وشدد الرئيس الروسي على أن "إدارة ساكاشفيلي تتحمل مسؤولية ما حدث لجورجيا وعلاقاتها مع الجيران ومن ضمنهم روسيا".