جرت أمس بدار الإمام بالمحمدية عملية فتح الأظرفة المالية الخاصة بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لمسجد الجزائر· وشاركت في المسابقة خمسة مكاتب تم اختيارها من بين ال 17 المشاركة في تقديم التصاميم في سبتمبر الماضي· وجرت العملية بحضور أعضاء من لجنة فتح الأظرفة والمكاتب، بينما شرعت لجنة تقييم المشروع بعد ظهر أمس في دراسة العروض وترتيبها، على أن يختار رئيس الجمهورية صاحب المشروع في الأيام المقبلة واحدا من المكاتب الهندسية الخمسة لاعداد الدراسة ومتابعتها حسب دفتر الشروط· ويتعلق الأمر بالمكتب الإيراني جيني دارسارل الذي قدم عرضا قيمته 000·974·5 أورو لمتابعة المشروع وسبعة مليون دينار للدراسة الهندسية، بينما حدد فترة إتمام ذلك بسنة واحدة· أما المكتب الثاني فهو المكتب الفرنسي أز- أرشيتكتور ستوديو، الذي قدم عرضا بقيمة 685 587 724 4 دج وحدد مدة إنهاء الدراسة ب17 شهرا· أما المكتب الثالث فهو المكتب الألماني إيبروبلان بعرض قيمته 12918551049دينار ومدة انجاز الدراسة تتراوح بين 11 و12 شهرا، أما المكتب الرابع فهو مكتب ألماني تونسي قدم عرضا ماليا لانجاز الدراسة ب000·000·35 أورو و200000 أورو في الشهر لمتابعتها وذلك في مدة انجاز لا تتجاوز 27 شهرا، وآخر مكتب دراسات هو مكتب فرنسي بريطاني بقيمة 713·507·926·2 دينار ومدة انجاز الدراسة هي عشرة أشهر· وقد حضر العملية أعضاء من لجنة فتح الأظرفة المكونة من مهندسين معماريين من بينهم السيد عبد اللي، الذي أوضح في ندوة صحفية عقدها على هامش الجلسة أن لجنة تقييم المشروع شرعت منذ مساء أمس في دراسة العروض الخمسة وتقييمها وترتيبها على أن يختار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مكتب الدراسة الذي سيقوم برسم الهندسة المعمارية لهذا المشروع الضخم الذي يعد معلما تاريخيا ودينيا· وأشار إلى أن لجنة التحكيم التي تفرعت إلى لجنة فتح الأظرفة، لجنة الخبرة العامة والقدرة المالية ولجنة تقييم المشروع تتكون من أكفاء وأن اختيار أعضائها كان موفقا كونها تضم خبراء جزائريين ودوليين من ذوي الاختصاص والكفاءة وتتكون من 49 عضوا منهم تسعة دكاترة في الهندسة المعمارية، 19 مهندسا معماريا ودكاترة في الهندسة المدنية والهندسة الجيو تقنية ودكتور في القانون واختصاصي قانوني· وفي سياق متصل أوضح أن الأمر يتعلق بمشروع كبير رعيت فيه العديد من المعايير، منها معيار مقاومة الزلازل الى جانب خصوصيات أخرى ذات طابع معماري وجمالي، خاصة أن المشروع يخص ايضا كما قال الأجيال القادمة، اذ أن اللجنة المتعددة الأوجه التي تم تشكيلها أخذت بعين الاعتبار الهندسة المعمارية وجوانب من الحياة اليومية اضافة إلى تميز المسجد بطابع هندسي مغاربي بخصوصية جزائرية تأخذ بعين الاعتبار تطور التقنيات والتكنولوجيات فالمهندس المعماري الذي سيبدع في هذا المشروع يجب ان يركز على الهدف الأساسي المتمثل في التوفيق بين العصرنة والأصالة· وحسب المهندس المعماري السيد عبد اللي فإن فكرة انجاز مسجد كبير بالعاصمة كانت مطروحة منذ سنة 1963، ثم أعيد طرحها في 1968، ثم 1985 ثم في سنوات من بعد حيث أعلن عن مسابقة لم تحظ كثيرا بالاهتمام، الى أن تجسدت فعلا من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· يذكر أن 43 مكتب دراسات وطنية ودولية سحب دفتر الشروط الخاص بالمسابقة الهندسية لانجاز مسجد الجزائر منهم 17 من جنسيات مختلفة بالاضافة الى الجزائريين، أما المكاتب التي قدمت العروض فهي 17 مكتبا من بينهم 4 جزائرية بينما الباقي من ايران، فرنسا، إسبانيا، كندا، المانيا، كوريا الجنوبية، لبنان،الصين ومصر، وبقيت إلى حد الآن خمسة مكاتب تتنافس على من يفوز في المسابقة الهندسية حسب العروض المالية التي قدمتها لذلك· ويتربع المسجد على مساحة تقدر ب20 هكتارا ومكون من مدخل مهيأ بمساحة تقدر ب 20 ألف متر مربع، صحن المسجد، قاعة صلاة، المنارة التي تكون مميزة بعلوها، مفتوحة للزوار وتتضمن عدة مستويات علوية يضم كل مستوى نشاطات ثقافية وتاريخية·