يواصل الفريق الوطني سلسلة نتائجه الإيجابية التي جعلته محط أنظار الاختصاصيين في لعبة كرة القدم، وبينت على أرض الواقع، الطموحات الكبيرة لمدربه جمال بلماضي، الذي يحرص دائما على جذب فريقه نحو الأعلى. بلماضي قاد لاعبيه أول أمس إلى انتصار آخر ضد المنتخب التونسي على ملعب هذا الاخير بنتيجة 2- 0، ليحطم الرقم القياسي الإفريقي في عدد المباريات بدون هزيمة، ويؤكد أن المنتخب الوطني أصبح الأقوى إفريقيّا. اختار المدرب جمال بلماضي الفريق الذي كان يعتمد عليه في المباريات الرسمية، من خلال إعادة إقحام المدافع يوسف عطال، ولاعب الوسط الهجومي سفيان فغولي اللذين غابا عن مباراة مالي، بالإضافة إلى إقحام وسط الميدان بلقبلة في مكان قديورة، الذي استعاد مكانته في الدقائق الأخيرة من اللعب، لكن سرعان ما غادر أرضية الميدان، بعدما تلقّى بطاقة حمراء وجهها له الحكم المصري! وكانت المباراة أمام الخصم التونسي، مناسبة لرفقاء محرز، للحفاظ على ديناميكية الفوز، وتحطيم الرقم القياسي الإفريقي في عدد اللقاءات بدون هزيمة، والذي كان بحوزة المنتخب الإيفواري، فضلا عن أنها منحت الخضر دفعا بسيكولوجيا هاما تحسبا لمشاركتهم المقبلة في الدور التصفوي الثاني لمونديال 2022، والذي قامت الفيفا بتأجيله إلى شهر جوان القادم بسبب تفشي وباء كورونا عبر العالم. وسيدشن الخضر هذه التصفيات داخل الديار باستقبال منتخب جيبوتي، قبل التنقل إلى بوركينا فاسو. ولعب الفريق الوطني الجزائري أمام تونس، مباراة أقل حدة من الجانب البدني مقارنة بتلك التي واجه فيها المنتخب المالي؛ إذ خاض الخضر "لقاء هادئا"، سيما في شوطه الأول، الذي تحكّموا خلاله في زمام الأمور بفضل امتلاكهم دفاعا قويا، لعب كمجموعة متماسكة ومنظمة، لم تسمح للمهاجمين التونسيين بالتوغل كثيرا إلى منطقة الخطر، ووسط ميدان نشِط، تقاسمت فيه عناصره زروقي وبلقبلة وفغولي، الأدوار في مجال تكسير هجومات المنافس، وتقديم الدعم لزملائهم في الخط الأمامي. نفس النجاح ميّز نشاط المهاجمين الذين أحسنوا التنسيق في تمرير الكرات، وفي تغيير اتجاهها على كل جبهات الهجوم؛ حيث شكّل الثلاثي محرز وبلايلي وبونجاح خطورة مستديمة على الدفاع التونسي، الذي بالرغم من تجمعه داخل منطقته، لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه، التي تسربت إليها الكرة في الأول عن طريق بونجاح في الدقيقة 19، ليواصل الخضر هيمنتهم على مجريات اللعب التي كانت تجري تقريبا في اتجاه واحد بالرغم من المحاولات اليائسة التي كان يقوم بها الفريق التونسي من حين لآخر، للحد من خطورة نظيره الجزائري، الذي سعى بسرعة إلى قتل المباراة في شوطها الأول؛ إذ أضاف الهدف الثاني بفضل قائده رياض محرز، عن طريق مخالفة مباشرة. الشوط الثاني شهد تكافؤا في اللعب؛ حيث رمى الفريق المضيف بكل قواه في المباراة، بعد التغييرات العديدة، التي قام بها مدربه، ومكن لاعبيه من استعادة وسط الميدان والسيطرة نسبيا على مجريات اللعب؛ إذ شنوا هجومات خطيرة، صعبت في كثير من المرات، من مهمة الدفاع الجزائري، لا سيما الحارس مبولحي الذي تصدى لقذفات قوية، ليشهد اللعب تدافعا بدنيا قويا بين لاعبي الفريقين، مما أرغم حكَم المباراة المصري محمد معروف، على توجيه عدة إنذارات لبعض لاعبي الفريقين؛ خوفا من فقدان السيطرة على اللقاء، كانت أقساها البطاقة التي أشهرها في وجه وسط ميدان المنتخب الجزائري عدلان قديورة، بعد تدخل خشن على مهاجم تونسي. غير أن المباراة لم تشهد أي تغيير في النتيجة، وحافظ الخضر على نظافة شباكهم بالرغم من إكمال المباراة بعشرة لاعبين.