وجد أولياء تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة بولاية سكيكدة، صعوبة كبيرة في اقتناء الكتاب المدرسي بعد أن تَقرّر بيعه هذه السنة، على مستوى المكتبات الخاصة المعتمدة، وعلى مستوى المركز الولائي للمطبوعات المدرسية، معبّرين عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين بالنظر إلى صعوبة الظفر بالكتاب، فلم يتمكن العديد منهم إلى غاية نهاية الأسبوع الأخير، من اقتناء الكتب المقررة في البرنامج الدراسي أمام الطوابير الكبيرة التي يشهدها المركز الولائي للمطبوعات المدرسية، المتواجد بحي عيسى بوكرمة بمحاذاة دار العجزة، أو على مستوى نقطة البيع المتواجدة بالمجمع الإداري بحي مرج الذيب بسكيكدة. وقفت "المساء" في جولة استطلاعية، على فوضى عارمة وبدون احترام لأبسط الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بجائحة كورونا "كوفيد 19"؛ فالعديد من الأولياء رجالا ونساء، لم يحترموا التباعد الجسدي. كما إن العديد منهم لا يستعملون القناع الواقي. وأكد بعض الأولياء أنهم ينتظرون أمام باب المركز منذ السادسة صباحا. وما زاد في الطين بلة، حسبهم، بطء عملية البيع. ونفس المشهد تعرفه بعض المكتبات الخاصة بسكيكدة؛ حيث وجّه عدد من الأولياء، في هذا الشأن التقت بهم "المساء" على مستوى المركز الولائي لديوان المطبوعات المدرسية بحي عيسى بوكرمة، انتقادات لاذعة لمديرية التربية، التي استثنت المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة، من بيع الكتاب المدرسي على مستواها، معتبرين القرار، "غير صائب" أمام صعوبة حصولهم على هذا الكتاب، الذي أدخلهم في دوامة البحث عنه، وهو ما زاد في متاعبهم اليومية التي لم تنقطع، سواء في ما تعلّق بشراء الأدوات المدرسية لأبنائهم التي تعرف مقارنة بالسنة الماضية، ارتفاعا في الأسعار بما فيها المآزر والثياب وغيرها، بدون الحديث عن الوضع الصحي الذي تشهده البلاد بسبب الجائحة. وأكد مدير المركز الولائي للمطبوعات المدرسية السيد بوشحيط في تصريح خص به "المساء"، أن المركز يبذل قصارى جهده لتوفير الكتاب المدرسي للتلاميذ، خاصة بعد أن تم تخصيص 26 نقطة بيع للكتاب على مستوى الولاية، بما فيها المكتبات الخاصة المتعاقدة مع المركز وبالسعر المحدد قانونا، بدون أي زيادة في هامش ربح يقدر ب 8 ٪، مشيرا إلى أن المكتبات المعنية تتزوّد، يوميا، بالكميات الكافية للكتاب المدرسي، وحتى المؤسسات التربوية التي زوّدت بالكتاب، إلا أن نقابة مديري المدارس والمقتصدين قاطعت العملية؛ حيث رفض هؤلاء بيع الكتاب داخل المؤسسات التربوية خلال هذه السنة، مع توزيع الكتاب المدرسي على الفئة المعوزة، وأبناء القطاع العاملين، مما أدى إلى الاعتماد على المكتبات الخاصة، وعلى مستوى المركز، وهذا ما أكدته مديرة متوسطة بوسط سكيكدة في تصريحها ل "المساء"، أن المؤسسة غير مطالَبة ببيع الكتاب المدرسي؛ فهي ملزَمة بتوزيعه على أبناء المعلمين والأساتذة العاملين، وكذا على الفئة المعوزة. ويناشد الأولياء عبر "المساء"، الوزارة الوصية، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم الناجمة عن مقاطعة المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة، بيع الكتاب المدرسي، مما جعلهم يعانون، يوميا، في الحصول على الكتاب بأريحية. وفي سياق متصل بالموضوع، عبّر عدد كبير من الأساتذة والمعلمين المحالين على التقاعد، عن استيائهم الشديد لاستثناء أبنائهم المتمدرسين من حق الحصول على الكتاب المدرسي، مثلهم مثل المدرسين، والأساتذة، وحتى العمال، الذين مازالوا يواصلون عملهم، معتبرين، ذلك نكرانا للجميل، وعدم تقديرهم بعد سنوات طوال قضوها في التربية والتعليم. وتأسفوا للمعاملة التفاضلية التي يمارسها بعض مديري المؤسسات التربوية، سواء كانت مدارس أو متوسطات أو ثانويات، في التكفل بانشغالاتهم العديدة، مطالبين وزير القطاع بالتدخل العاجل لحل هذا الانشغال، وإنصاف المقصيين من الحصول على الكتاب المدرسي.