نظم مركز التجارة التايوانيبالجزائر أمس، في مقره بالعاصمة، لقاء مع رؤساء مؤسسات وممثلي جمعيات مهنية لرجال الأعمال، لبحث فرص الشراكة في مجال الآلات الرقمية الموجهة للقطاع الصناعي، والتي من شأنها تلبية حاجيات الشركات الراغبة في خوض غمار التصنيع، وفقا لمتطلبات المرحلة التي تشجع فيها الحكومة الجزائرية هذا التوجه. واعتبرت مديرة المركز سوزان شانيي هسو، أن اللقاء يعد الأهم ضمن النشاطات التي قام بها المركز خلال السنة الجارية، والتي عرفت تنظيم لقاءين في مجالي تكنولوجيات الاعلام والاتصال وصناعة السيارات الذكية، مشيرة أمام أكثر من 100 مشارك، بعضهم حضر اللقاء في العاصمة والبعض الاخر تابعوه عبر الأنترنت من خلال "الويبينار" المنظم على مستوى بلدان المغرب العربي ودول الساحل، إلى أهمية قطاع الآلات الرقمية في مختلف الصناعات. وذكرت بأن سياسة الحكومة الجزائرية التي ترمي إلى تشجيع قيام صناعة بديلة للاستيراد، وكذا الرسوم الجمركية المنخفضة المطبقة على استيراد الآلات والتي تتراوح بين 0 و5 بالمائة، يمكنها أن تشكل أرضية صلبة لإقامة تعاون بين البلدين. وأكدت المتحدثة، أن تايوان تملك تجربة في هذا المجال تصل إلى 15 سنة مكنتها من تبوأ المراتب الأولى في تصدير هذا النوع من المنتجات على المستوى العالمي. وذكرت بأن "تايوان تعد اليوم ثاني بلد مصدر لآلات صناعة الأحذية في العالم وهي الخامسة في تصدير الآلات الصناعية على العموم"، معربة عن أملها في مشاركة هذه التجربة مع الجزائر لتطوير صناعتها". وفي لقاء هامشي مع الصحافة أبرزت السيدة شانيي هسو، أن ما يجب الانتباه إليه عند الحديث عن الشراكة مع المؤسسات التايوانية، هو مدى جديتها في الالتزام بوعودها والالتزام بنقل تجربتها وضمان خدمات ما بعد البيع، وذكرت كمثال مصنع أجهزة قياس السكر في الدم "بيونيم" الذي يعتبر ثمرة شراكة بين البلدين وسيدشن نهاية نوفمبر القادم، بالبليدة، مشيرة إلى أنه بالرغم من غلق الأجواء بسبب وباء كورونا فإن مهندسي الشركة التايوانية التزموا بالحضور إلى الجزائر باستخدام كل الوسائل. واعتبرت استيراد الجزائر لآلات تايوانية لا يتعارض وسياستها الرامية إلى تخفيض الواردات، مبررة ذلك بكونها ذات نوعية عالية وسعر تنافسي ويمكنها أن تساهم في تطوير عدة صناعات بالجزائر وتمكينها من التصدير إلى الخارج. ولتوضيح ذلك أشارت إلى أن بلدها مهتم باستيراد مواد غذائية من الجزائر، لكن العائق هو التغليف وطرق الحفظ، بالنظر الى بعد المسافة بين البلدين. واعتبرت أن استعمال آلات رقمية تايوانية في مجال الصناعات الغذائية سيحل المشكل، وبالتالي يفتح الباب أمام الجزائر لتصدير منتجاتها الغذائية بنوعية جيدة. في المقابل شددت المتحدثة وهي ترد على أسئلة المتعاملين الاقتصاديين على جودة منتجات بلدها، لافتة الى أن 63 بالمائة من صادرات آلات الخشب توجه للولايات المتحدةالأمريكية، وأن الكثير من الدول الاوروبية وكذا الصين التي تستورد منها الجزائر سلع ذات نوعية تنتج بفضل آلات تايوانية، و"بإمكان الجزائر أن تختصر الطريق وتنتج هذه السلع محليا". وسمح اليوم الاعلامي بتنظيم لقاءات ثنائية عبر الإنترنت بين متعاملين جزائريين وتايوانيين، للتعرف عن قرب على حاجيات الشركات الجزائرية في مجال الآلات الصناعية، في انتظار تنظيم بعثة رجال أعمال إلى تايوان مطلع العام المقبل – تبقى مرهونة بتطورات الوضع الصحي العالمي- من أجل زيارة معرض الآلات الصناعية والاطلاع ميدانيا على نوعيتها. وتطرح تايوان اليوم، نفسها ك"خيار آخر" للجزائر ينافس شركاءها التقليديين ولاسيما أوروبا والصين، وتعمل على محو صورة نمطية لصقت بهذا البلد طيلة عقود، وإظهار التطور الهام الذي شهده صناعيا. "غير أن الأمر يبقى مقتصرا في الوقت الراهن على التبادلات التجارية"، مثلما أوضحته مديرة المركز، التي اعتبرت الحديث عن استثمارات مباشرة يتطلب وقتا ومعرفة أكبر بالسوق الجزائرية وبالمتعاملين فيها وكذا القوانين التي تحكم الاستثمار.