تميز يوم الجمعة الماضي، بالتحام مناسبتين؛ الشهر العالمي "الوردي" للتوعية ضد سرطان الثدي، وتجسيد برنامج اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، باستغلال كل سانحة مهما كان نوعها، للترويج للحدث المتوسطي، الذي تنتظره الجزائر قاطبة بعد 7 أشهر من الآن. أنشطة عديدة ومختلفة ثقافية ورياضية شملتها هذه المناسبة، التي جاءت في ظروف غير عادية، بسبب تفشي جائحة "كورونا"، أشرفت عليها اللجنة المتوسطية، بالتنسيق مع المركز الطبي "تولوز" الواقع بواجهة البحر، والذي يجتهد منذ مدة للتحسيس والتوعية من مخاطر سرطان الثدي وطرق الوقاية منه، ولم يجد المنظمون أفضل من تنظيم سباقين رياضيين مفتوحين للجنسين من مختلف الأعمار، الأول بالدراجات الهوائية، والثاني في اختصاص الجري، سمي ب"السباق الوردي"، كانت انطلاقتهما من موقعين مختلفين، لكن نقطة وصولهما مشتركة، بساحة "بورسعيد" على واجهة البحر. ما ميز هذين السباقين، مشاركة أسماء رياضية سابقة وحالية من الوزن الثقيل، كالسباح الدولي السابق، والمدير الحالي للألعاب المتوسطية سليم إيلاس، والبطلة الأولمبية السابقة بنيدة مراح، ورئيسة فرع الدراجات الجبلية بنادي "باهية نوتيك"، والمعروفة وطنيا زهيرة مازوني، بالإضافة إلى رياضيين آخرين منخرطين في أندية هاوية من مختلف التخصصات، جميعهم التقوا لتجسيد أهداف مشتركة، تتمثل في تحسيس سكان وهران بأهمية الألعاب المتوسطية القادمة في وهران، والترويج لها، حيث دخلت منعرجا هاما، ولم يعد يفصلنا عن انطلاقتها يوم 25 جوان 2022 سوى سبعة أشهر فقط، مع التوعية بأهمية الكشف والفحص المبكر عن سرطان الثدي، والتشجيع على ممارسة الرياضة في جو صحي فردي وعائلي آمن. إيلاس: مبادرة ثمينة للتوعية والتجريب وكسب الجاهزية شدد سليم إيلاس، المدير العام للطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، من 25 جوان إلى05 جويلية 2022، على استغلال كل النشاطات على اختلاف أنواعها، من أجل الترويج للحدث المتوسطي، معتبرا التحسيس بأهمية هذا الموعد، والتجنيد لإنجاحه أمرا واجبا على سكان وهران وجميع ولايات الوطن، وأضاف مصرحا ل"المساء": "لقد دخلت الألعاب المتوسطية منعرجا أخيرا وحاسما في آن واحد، يتوجب معه تكرار مثل هذه المبادرات من أجل التجريب وكسب الجاهزية، اليوم خلعت قبعة المسؤول باللجنة المنظمة لهذه الألعاب، ولبست قبعة الرياضي والمواطن، ومنحت من وقتي لأشارك في هذه التظاهرة للتحسيس، فالشهر الوردي يهم كل العائلات الجزائرية، ولو أنه جاء في إطار رياضي، من أجل الترويج للعرس المتوسطي القادم، الذي لم يعد يفصلنا عن بدايته وقت كثير، لذا يتوجب علينا الرفع من وتيرة التحضير، وتنظيم المنافسات التجريبية في جميع المجالات، لإدخال مدينة وهران في جو الألعاب من الآن". صديقي: نساند القطاع الصحي ومتفائلون بمساهمة ساكنة وهران من جهته، أوضح حسين صديقي رئيس لجنة التكوين والمتطوعين باللجنة المنظمة للألعاب المتوسطية، أن قائمة المتطوعين لازالت مفتوحة، رغم بلوغها رقم 10 آلاف متطوع، بحسبه، وأضاف: "ننتهز أي حدث مهما كان نوعه، لجلب المزيد من المتطوعين، رغم بلوغنا الرقم المطلوب من الجهة المنظمة، لكن احترازا لظروف وطوارئ ما قد تقع، لقد شاركنا اليوم ب100 متطوع لتأطير هذا النشاط الرياضي الصحي، ولمساندة قطاع الصحة على جهوده في التحسيس بمخاطر سرطان الثدي، لقد فتحنا مكتبا خاصا بالمتطوعين ودعونا كل الرياضيين المشاركين إلى التسجيل من أجل مشاركة فعلية في الألعاب المتوسطية، ونحن متفائلون بالمساهمة الكبيرة للمواطنين، وتفاعلهم مع الحدث المتوسطي". بوري: الشهر الوردي بالنسبة إلينا هو طوال السنة ثمن بوري كمال، المنسق بالمركز الطبي "تولوز" بواجهة البحر، مبادرة الجمع بين النشاط الرياضي والترويج للألعاب المتوسطية، وتابع موضحا: "جلبنا فرقا طبية متخصصة من عدة مراكز طبية بالمدينة، من أجل الإرشاد والتوجيه، وعمل هذه المراكز لا يقتصر على شهر أكتوبر فقط، بل إن الشهر الوردي بالنسبة إليه هو طوال السنة".