تألُّق "الشاف" فوزية قوادرية، ونجاحها في مجال الطبخ بولاية عنابة، وما جاورها، وبعد أن ذاع صيتها، لم يكن مانعا أمام كل من تقرب منها، ليرى في ملامحها علامات ابنة مفجوعة في فقدان والدها، الذي كان معلمها ومدربها، الذي أرشدها لعالم النكهات والذوق الرفيع، حيث صنع منها "شافا"، تميزت في تقدم أشهى الأطباق التقليدية والعصرية، ناهيك عن تفردها في صناعة الحلويات وإضفاء ألوان وأشكال جميلة عليها. تعد أستاذة الطبخ "الشاف" فوزية قوادرية، من بين الأسماء اللامعة في ولاية عنابة، في مجال الطبخ بمختلف أنواعه، من حلويات شرقية وغربية وغيرها، حيث اقتحمت هذا العالم الذي استهواها في سن العاشرة، بفضل تشجيعات والدها الذي كان وراء نجاحها. وبدموع حارقة، كشفت الطباخة الماهرة "الشاف" فوزية، عن شعورها بالفخر والحزن على فقدان أبيها الذي تركها في منتصف الطريق، حيث تعتبره أستاذها ومدربها الذي علمها تقنيات دقيقة في الطبخ، لأنه جزار وله معرفة ودراية باللحوم. وحسب "الشاف" فوزية، فإن الوالد المرحوم، كان قد أدخلها المطبخ مبكرا، بعد أن لمس فيها الذكاء والفطنة وحب المهنة، وعلمها كيفية التعامل مع اللحوم، وطرق التقطيع واستعمال السكين، حتى طريقة تقديم الطعام، لتضيف ذات المتحدثة ل"المساء"، أن هذا الأب الناصح لها، كانت تقدم له طعاما مالحا في بداياتها، وكان يعتبره أحسن إنجاز، بعد أن غرس فيها الثقة في النفس، العزيمة والإرادة، ليصنع لها شعار الإصرار وحق التعلم، ثمار نجاح كل إنسان. من هنا، بدأت حكاية "الشاف" فوزية قودارية، التي تفوقت في كل الأكلات التي تقدمها خلال المسابقات الوطنية التي أدخلتها عالم الطبخ من بابه الواسع، وهي اليوم أستاذة طبخ في مركز التكوين المهني ديدوش مراد بعنابة، وأستاذة طبخ في دار الشباب بولاية الطارف. كما تقدم عدة دورات تدريبية في عدة مراكز خاصة، وهي مشرفة على أكبر مسابقات الطبخ بعنابة، ومتحصلة على عدة شهادات، منها شهادة عضو في لجنة التحكيم الدولية، ولها باع في المغرب وتونس، وستكون قريبا عضوا في إحدى المسابقات الدولية، بالإضافة إلى هذا، تقدم حصصا في مجال الطبخ عبر أثير إذاعة عنابة، ولها جمهورها ومحبيها. كما قدمت حصصا متنوعة في الطبخ في عدة قنوات جزائرية. وكمشروع قائم في دواخلها، تشتغل عليه "الشاف" قوادرية؛ فتح مدرسة متخصصة في الطبخ لتعليم ومرافقة الأرامل واليتامى، وكذلك ربات البيوت، من أجل تحريرهن اقتصاديا، وفتح مشاريع صغيرة يسترزقن منها، لتضيف ذات المتحدثة، أنه بعد 20 سنة من وفاة والدها، استطاعت هذه "الطفلة الصغيرة" أن تكون جيلا صنع التميز في الطبخ، وهناك من تعلم على يديها، وفتح مطعما أو "فاست فود" وغيره، وهي سعيدة بهذا الإنجاز، على اعتباره هواية أخذتها عن الوالد، وترجو من كل شخص عرفه، أن يدعو له بالرحمة.