أكد الأمين العام للحلف الأطلسي، جينس ستولتنبيرغ، أمس، أن "الناتو" لا يريد الدخول في "حرب مفتوحة" مع روسيا التي تشن منذ أكثر من أسبوعين عملية عسكرية واسعة النطاق على أوكرانيا. وقال المسؤول الأول عن الحلف على هامش مشاركته في منتدى الدبلوماسية المنعقدة بأنطاليا التركية إنه "من مسؤوليتنا منع توسع الصراع المسلح الى خارج الحدود الأوكرانية ويصبح حربا مفتوحة بين روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ودافع جينس ستولتنبيرغ، عن موقف الحلف الرافض لفرض منطقة حظر طيران على أوكرانيا كما تطالب بذلك كييف، بقناعة أن مثل هذا الإجراء "معناه الاستعداد لإسقاط الطائرات الروسية وهو ما يجر دون شك الى حرب مفتوحة". ودعا الأمين العام للمنظمة الاطلسية مجددا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الى إنهاء هذه الحرب التي وصفها ب"العبثية" والبحث عن حل سياسي، باتخاذ أول إجراء لتأكيد ذلك من خلال إقامة ممرات إنسانية تسمح للناس بالخروج والحصول على الغذاء والدواء". وجاءت دعوة المسؤول العسكري الغربي، في وقت طلب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من وزير دفاعه باقتراح خطة لإعادة انتشار القوات العسكرية الروسية على الحدود بين روسيا والغرب، ردا على الانتشار العسكري لحلف (الناتو) في أوروبا الشرقية. ونشرت دول أعضاء في "الناتو" الآلاف من جنودها في وسط وشرق أوروبا ردا على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، لتعزيز جناحها الشرقي في مواجهة أي توسع محتمل للجيش الروسي. ومن بين هذه الدول بولونيا ودول البلطيق الثلاث التي تربطها حدود مشتركة مع روسيا، اضافة الى المجر ورومانيا وسلوفاكيا. كما وجه الرئيس الروسي، تعليمات لقواته بالسماح لمن وصفهم ب "المتطوعين" الراغبين للقتال الى جانب سكان اقليم دونباس الموالي لموسكو بتسهيل عبورهم الى جبهة القتال وذلك ردا على سماح الدول الغربية ل"المرتزقة" للذهاب الى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي. بالمقابل اقترح رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، خلال قمة قادة ورؤساء حكومات الاتحاد الاوروبي المجتمعة بفرساي الفرنسية بمضاعفة التمويل الأوروبي للجيش الأوكراني رغم تحذيرات موسكو. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حذّر أول أمس، من الإمدادات العسكرية الغربية للجيش الأوكراني ووصفها ب"الخطيرة"، موجها تهديدا مبطنا للغرب بقوله إنه "يجب على أولئك الذين يسلّحون أوكرانيا بالطبع أن يفهموا أنهم سيتحمّلون المسؤولية عن أفعالهم". ورغم التحذيرات الروسية يتمسك الأوروبيون والولايات المتحدة بسلاح العقوبات التي مست كل جوانب الاقتصاد الروسي خاصة المالية منها وقطاعات الطاقة والنقل، والتي توعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس، باستعداد الأوروبيين لفرض سلسلة جديدة من العقوبات المشددة على روسيا في حال مواصلتها الحرب على أوكرانيا. وتبقى مؤشرات التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية هي الطاغية على المشهد العام المتفجر في ظل ما تتخذه الدول الغربية من اجراءات وعقوبات قاسية ومشددة ضد روسيا ورد هذه الأخيرة بالمثل وما يصاحبه من تصعيد عسكري على أرض الميدان، في ظل مواصلة الجيش الروسي لعمليته العسكرية على أوكرانيا.