❊ بولنوار: تماطل البلديات غير مقبول حتى ينجح المشروع ❊ الجزائريون ينحرون 4 ملايين كبش في عيد الأضحى سنويا ❊ هذه مقترحات اللجنة الوطنية لموزعي اللحوم الحمراء من المتوقع أن تعرف أسعار أضاحي العيد هذه السنة ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية، حيث سيتراوح معدل سعر الكبش ما بين 45 ألف إلى 70 ألف دينار، حسب الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، التي أرجعت هذا الارتفاع إلى كون هذه الأضاحي تمت تربيتها خلال فترة الجفاف التي شهدتها البلاد السنة الماضية في ظل ندرة وارتفاع أسعار الأعلاف في السوق السوداء "باعتبار الدعم الذي تقدمه الدولة للموّالين في مجال الأعلاف غير كاف من حيث الكمية". لم يستبعد محمد مجدان ممثل الموالين على مستوى الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين خلال ندوة صحفية عقدتها الجمعية، أمس، بمقرها بالجزائر العاصمة، حول "توقعات عيد الأضحى والتدابير الواجب اتخاذها" أن تعرف أسعار أضاحي العيد هذه السنة زيادة مقارنة بالسنة الماضية، مذكرا في هذا الصدد بأن العرض هو الذي يتحكم في السعر، "فكلما كان متوفرا وكافيا للاستجابة للطلب كلما كانت الأسعار معقولة، والعكس صحيح". في نفس السياق، ترى الجمعية بأن قرار تنظيم الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي، وفقما أعلنت عنه وزارة التجارة مؤخرا، من شأنه أن يساهم في استقرار الأسعار وفي الوفرة، داعية في هذا الإطار إلى الإسراع في تحديد أماكن إقامة هذه الأسواق على مستوى البلديات، ومنح التراخيص للموالين المعنيين، حتى يقومون ببرمجة ذلك ولا يسوقون ماشيتهم في أماكن أخرى، مع العمل على توفير الأمن بهذه الأسواق. وأشار حاج طاهر بولنوار رئيس الجمعية إلى أنه لحد اليوم لم تقم أي بلدية بتخصيص مكان لهذه الأسواق، وهو ما قد يؤثر سلبا، حسبه، على المشروع "مثلما حدث مع أسواق الرحمة في رمضان، حيث أدى تماطل بعض البلديات إلى عدم إقامة الأسواق المبرمجة". كما اقترحت الجمعية أن يتم تنظيم هذه الأسواق في مواقع تستجيب للشروط، حيث تكون بعيدة عن التجمعات السكانية وفيها مراقبة بيطرية، وجددت بالمناسبة، مطلبها بتخصيص أماكن لجمع جلود أضاحي العيد أو ما يعرف بالعامية ب"الهيدورة"، للاستفادة من الجلود والصوف التي ترمى بطريقة عشوائية، في الوقت الذي تستورد فيه الجزائر كميات كبيرة من هاتين المادتين.وذكرت الجمعية بأن الإحصائيات تؤكد أن هناك أكثر من 4 ملايين كبش يذبح في عيد الأضحى بالجزائر سنويا، وبالتالي فإن استرجاع هذه الجلود يمكن الاستفادة منه في الصناعة وإعادة فتح مصانع تحويل الجلود والصوف التي أغلقت، خاصة وأن المبادرة التي قامت بها السلطات منذ 3 سنوات بتخصيص أماكن لجمع هذه الجلود في أربع ولايات من الوطن كعملية نموذجية لقت استحسانا واستجابة من المواطنين. المطالبة بإلغاء الدعم مقابل توفير الأعلاف في سياق الحديث عن ارتفاع أسعار الأضاحي وأسعار اللحوم الحمراء، طالبت الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين بإلغاء الدعم الموجه للأعلاف لتفادي الندرة التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع أسعار المواشي واللحوم. وأوضح مروان خير رئيس اللجنة الوطنية لموزعي اللحوم الحمراء التابعة للجمعية بأن الدولة تمنح دعما لكل موال، يتمثل في اقتناء قنطار من الأعلاف بسعر مدعم يقدر ب1800 دينار، وذلك 3 مرات في العام، لافتا إلى أنه بالرغم من أن هذا السعر منخفض عند الشركة العمومية، إلا أن الكمية تبقى غير كافية، الأمر الذي يجعله يقتني كميات إضافية من عند الخواص ومن السوق السوداء بأسعار جد مرتفعة.في هذا السياق، اقترح المتحدث أن رفع السعر إلى 4000 دينار للقنطار، على أن يكون العلف متوفرا طيلة السنة، حتى تنخفض أسعار المواشي واللحوم. كما دعا ممثل موزعي اللحوم إلى القيام بإحصاء شامل للثروة الحيوانية، "لمعرفة ما نملكه من أبقار وأغنام وماعز، وتسطير برنامج عمل، ومعرفة إن كنا في حاجة للاستيراد أم لا"، موضحا أن الاحصائيات الموجودة حاليا "مأخوذة من تقارير البياطرة فقط، ولا توجد إحصائيات دقيقة مثلما هو موجود في باقي الدول التي تضع شريحة في أذن الماشية". وبما أن العرض الحالي للثروة الحيوانية غير كاف للاستجابة للطلب، يقول المتحدث، فإنه من المستحسن رفع التجميد عن استيراد اللحوم الطازجة، مع مراجعة الرسوم الجمركية حتى تكون أسعارها مقبولة، والحفاظ على رؤوس الأغنام الحالية، "والتي تؤكد بعض المعلومات أنها لا تتجاوز 25 ألف رأس، لذبحها في أعياد الأضحى بدل استهلاكها طيلة السنة، ثم تحدث ندرة تؤدي الى رفع سعر أضاحي العيد". على صعيد آخر، طمأنت جمعية التجار بعدم حدوث أي ندرة في المواد الغذائية على غرار الخضر والفواكه، خلال عيد الأضحى وفترة الصيف، وذلك بفضل وفرة الإنتاج هذه السنة، نظرا لتساقط كميات كافية من الأمطار، والشروع في جني محاصيل الصيف. كما أكدت استمرار استقرار أسعار الخضر والفواكه، التي تراجع بعضها بنسبة 50 من المائة، متوقعة استمرار انخفاض أسعار الفواكه خلال الأيام القادمة.