لاتزال الاتحاديات الرياضية الجزائرية ترصد توقعاتها التقنية بشأن مشاركاتها في الألعاب المتوسطية التي تنطلق هذا السبت بعاصمة الغرب الجزائريوهران، وسط طموحات كبيرة لنيل ميداليات من المعدن النفيس، على غرار ألعاب القوى التي تطمح لإثبات علو كعبها في هذا الاستحقاق المتوسطي، نظير التتويجات المحققة مؤخرا، والجاهزية البدنية للرياضيين، الساعين إلى البروز والتألق عكس رياضات أخرى؛ كتنس الطاولة، والمبارزة وكرة اليد، التي ستجد التنافس على الأدوار الأولى على أشده بالنظر إلى نوعية المنافسين المشاركين. يطمح المنتخب الوطني لألعاب القوى المشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتعداد يقدر بحوالي 60 رياضيا (رجالا وسيدات)، لإحراز أربع إلى خمس ميداليات، حسب ما أعلن عنه مدير المنتخبات الوطنية، محفوظ بوحوش. فبالإضافة إلى تأهل 20 رياضيا لموعد وهران بعدما حققوا منذ أسبوعين مضت، الحد الأدنى المطلوب، دعمت المديرية الفنية الوطنية القائمة ب 40 رياضيا إضافيا، تم انتقاؤهم بشكل دقيق، حسب نفس المصدر. وأوضح بوحوش قائلا: "قائمة المشاركين كانت مفتوحة حتى 19 جوان الجاري، وقمنا بتسجيل 40 رياضيا إضافيا. والأولوية أعطيت للعناصر التي حققت نتائج قريبة من الحد الأدنى المطلوب. فئة الرجال هي الأكثر عددا من حيث المتأهلين إلى الألعاب المتوسطية.. حاولنا إشراك عدد كبير من السيدات، ومنح فرص للشباب لإحداث نوع من التوازن". وأبدى بوحوش "تفاؤله" بقدرة المنتخب الوطني على افتكاك خمس ميداليات متنوعة، على الرغم من أن العرس المتوسطي سيعرف مشاركة عدد من البلدان المرموقة في أم الرياضات؛ مثل إسبانيا، وإيطالياوفرنسا. والمنافسة ستكون على أشدها، وفي كل الاختصاصات. وقال في هذا الإطار: "في البطولة الإفريقية 2014 و2016.. حصلنا على ميدالية ذهبية واحدة. وبعدها في سنة 2018 أحرزنا ذهبيتين، لكن في 2022 كان الحصاد أوفر بإحرازنا خمس ذهبيات في سان بيار (جزر موريس)، وهي نتائج بإمكانها أن تكون أحسن خلال الألعاب المتوسطية". واحتلت الجزائر المركز الخامس في جدول ميداليات البطولة الإفريقية بسان بيار (جزر موريس) التي اختتمت في 12 يونيو الماضي، برصيد 9 ميداليات (5 ذهبيات، و3 فضيات وبرونزية). وأشار مدير المنتخبات الوطنية إلى أن هذه النتيجة جاءت بفضل العمل الجيد المنجز على المدى القصير والمتوسط والطويل، قائلا: "أعتقد أننا وجدنا التوازن الناجع بين التحضيرات القاعدية التي جرت أساسا بالجزائر، والمرحلة ما قبل التنافسية بالخارج، من خلال المشاركة في مختلف التجمعات، وهو عمل مدروس جيدا، أعطى ثماره بمناسبة البطولة الإفريقية. ونتمنى أن تواصل العناصر الوطنية على نفس الديناميكية بوهران". ومن بين الرياضيين المتأهلين مباشرة إلى الألعاب المتوسطية بعد تحقيق الأدنى المطلوب، محمد طاهر ياسر تريكي (القفز الثلاثي)، وعبد الماليك لحولو (400 م/ حواجز)، وهشام بوشيشة (300م موانع)، وبلال تابتي (3000م موانع)، وأمين بوعناني (110م/ حواجز)، وياسين حتحات (800م)، وسليمان مولى (800م)، ومحمد مربوحي (5000 م)، ويوسف ساحلي (200م)، وعبد المؤمن بورقبة (رمي الأسطوانة)، وهشام بوحانون (القفز العالي)، وصابر بوكموش (400م/ حواجز)، وأمينة بتيش (3000م موانع)، ونوال ياحي (نصف ماراطون)، وزوينة بوزبرة (رمي المطرقة) وناريمان عمارة (800م). وحسب نفس المسؤول، فإن القائمة الأولى للرياضيين المشاركين في الألعاب، أضيف إليها 40 اسما آخر يوم الأحد (19 جوان). وسمحت بإحداث التوازن في الحصص بين الرجال والسيدات؛ أي حوالي 30 رياضيا عند كل فئة. و«تتواجد العناصر الوطنية، حاليا، في تجمع تحضيري بمركب سفيلتاس بالشراقة، وهو الأخير قبل التوجه إلى وهران. وسيغيب محمد طاهر ياسر تريكي وهشام بوحانون عن هذا التربص، إذ سيشارك كل واحد في تجمّع لألعاب القوى بأوروبا"، حسب مدير المنتخبات الوطنية، الذي ختم كلامه بالقول: "معنويات الرياضيين مرتفعة.. بعد النتائج المحققة في بطولة إفريقيا. سنعطي الأولوية للاسترجاع، وإدخال الروتوشات الأخيرة في تحضير الرياضيين مع تفادي الإصابات في الدقائق الأخيرة". تحدٍّ كبير أمام رياضيّي تنس الطاولة من جهته، سيعمل المنتخب الوطني لتنس الطاولة المشارك في ألعاب وهران، على الأقل، على تحسين المراتب المحققة في دورة تاراغوانا 2018، باعتبار أن العناصر المختارة لموعد وهران، استفادت من تحضيرات جيدة على مدار موسمي 2020 2021، ويملكون مؤهلات قد تسمح لهم بتسجيل نتائج طيبة رغم قوة المنافسة التي تنتظرهم بعين المكان. وتحسبا للعرس المتوسطي، شرعت النخبة الوطنية لتنس الطاولة، في الإعداد له بوضع قائمة موسعة من الرياضيين، بتعداد إجمالي قوامه 24 رياضيا، منهم 12 فتاة، قبل تقلّص العدد وانتقاء آخر وبعناية فائقة، إلى عشرة (10) عناصر، منهم 5 فتيات بعد معسكرات تدريبية محلية متعددة، ومشاركاتها في منافسات دولية تقييمية، على أن يتم اختيار أفضل ستة عناصر، منهم 3 عند الذكور و3 عند الفتيات، لتمثيل الألوان الوطنية في الألعاب المتوسطية، طبقا لتحديد اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية. وصرح المدير التقني الوطني للاتحادية الوطنية لتنس الطاولة شريف درقاوي، بأن الجزائر ستشارك في الفردي وحسب الفرق بهؤلاء الرياضيين الستة، وبهدف، على الأقل، تحسين النتيجة المسجلة في الدورة الفارطة بمدينة تاراغونا الإسبانية 2018، الصف 12 عند السيدات، و11 عند الذكور. وقال في هذا الشأن: "بمدينة وهران سطرنا المرتبة الخامسة عند الذكور، والثامنة عند السيدات كأهداف من مشاركتنا"، مضيفا أن كل دولة حاضرة يُسمح لها بالمشاركة بعنصرين في الفردي (ذكور)، وبالمثل عند الفتيات. وبدوره، قال المدرب الوطني مصطفى بلحسن، إن ألعاب البحر الأبيض المتوسط في اختصاص تنس الطاولة، ستشهد "سيطرة دول أوروبا، وعلى رأسها إسبانيا وإيطاليا.. أما عربيا فأرشح مصر للتتويج والتميز، خاصة أنها كانت صاحبة اللقب المتوسطي في النسخة الفارطة". ومن جهة أخرى، سيكون التحكيم الجزائري حاضرا بقوة خلال موعد وهران، حيث اعتزمت اللجنة الدولية للألعاب، تعيين 30 حكما، منهم ستة أجانب. وكانت الاتحادية الجزائرية للاختصاص نظمت تربصين دوليين لفائدة 20 حكما وطنيا، يُعتبرون من أفضل الحكام الوطنيين الذين ينشطون دوليا. وكانت البداية بتربص مدينة سطيف (جانفي)، الذي أشرف عليه الحكمان الجزائريان الدوليان عبد الله بن جهاد والسعيد لاناصري بتكليف من الاتحاد الدولي للاختصاص، والثاني مؤخرا، تحت تأطير الحكم الدولي صاحب الشارة الزرقاء عبد الله بوجهام. وتندرج هذه التربصات في إطار رسكلة وتحيين معلومات الحكام قبل انطلاق منافسات الطبعة 19، خاصة أن الجزائر ستشهد مشاركة كبيرة للحكام، مما يستلزم اعتماد أصحاب الخبرة الطويلة. وتضم قائمة الرياضيين المعنيين بالمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كلا من سامي خروف، وشايشي عبد الباسط، والعربي بورياح، ومهدي بولوسة، ومزيان بلعباس، وكاتيا كساسي، ولغريبي ليندة، ونواري وداد، وناصري ميليسا وتهمي هاجر. منتخب المبارزة في مهمة الذهاب إلى أبعد مرحلة تأهيلية يشارك المنتخب الوطني للمبارزة رجالا وسيدات، في ألعاب وهران بثلاثة اختصاصات (سيف، حسام والشيش)، وكله عزيمة على تشريف الألوان الوطنية، بهدف مسايرة المنافسة إلى أبعد نقطة من إقصائياتها أمام حضور محتمل لأبطال أولمبيين، حسب المديرية الفنية الوطنية للاتحادية الوطنية للمبارزة. هذا المسعى أكده المدير الفني الوطني بلال إسلام هادي، الذي أشار إلى أن النخبة الوطنية ستكون أمام تحد كبير في موعد هام؛ قال: "عناصرنا ستواجه عمالقة رياضة المبارزة في مختلف اختصاصات اللعبة، منهم أبطال أولمبيون، وهو ما سيصعّب كثيرا من مأموريتهم"، مضيفا: "رغم ذلك يبقى هدف ممثلي الجزائر مركزا على الذهاب إلى أبعد حد في هذه المنافسة". هذه الصعوبة المرتقبة للعناصر الوطنية، جعلت المسؤول التقني يرفض الحديث عن التتويج، معتبرا ذلك "أمرا صعبا للغاية في وجود منافسين اعتادوا على حصد ميداليات أولمبية وعالمية". وقال: "من الصعب التحدث عن التتويج بالميداليات في هذا المحفل المتوسطي، لأن، بكل بساطة، مبارزينا سيواجهون منافسين سجلهم ثري بالميداليات الأولمبية، وهو ما سيصعّب كثيرا على ممثلينا اللعب على الأدوار الأولى". وأشار إلى أن هناك متنافسين من دول تمتلك تقاليد في رياضة المبارزة، على غرار فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وتركيا وحتى مصر، غير أن ذلك لن يُنقص من عزيمة العناصر الوطنية في التنافس بشكل مشرّف بوهران، قائلا: "رغم هذه المعطيات التي لن تكون في صالح ممثلينا، إلا أنهم لن يدخلوا مضمار المنافسة في ثوب الضحية.. وسنرى كيف ستسير الأمور، وكيف ستكون ردة فعل عناصرنا". وعن حظوظ المبارزين الجزائريين في اختصاصاتهم، تكلم التقني الوطني عن اللاعبتين سوسن بوضياف ونورة زهرة كحلي، اللتين اعتبرهما "قوة" سلاح الحسام النسوي الجزائري، وقد يأتي منهما خير كثير؛ "نقطة قوّتنا تكمن في اختصاص سلاح الحسام إناث، حيث نعوّل على المبارزتين اللتين أجريتا تربصا مستمرا بفرنسا.. فهما تملكان من المؤهلات ما يعطينا آمالا في مشوار طيب خلال ألعاب مدينة وهران". وتحسبا للموعد المتوسطي 2022، استفادت العناصر الوطنية المعنية بالتظاهرة، من معسكر تدريبي بدون انقطاع بالقاعتين الفيدراليتين ببن عكنون وغرمول منذ بداية الموسم الرياضي الحالي. ثم دخلت العناصر الوطنية لسلاحي الشيش والسيف، من الفاتح إلى 15 جوان، في تربص تحضيري بالمركب الرياضي "الباز" بسطيف، فيما بقيت نخبة سلاح الحسام في معسكر تدريبي بمركّب "غرمول" بالعاصمة، قبل التوجه إلى المغرب للمشاركة في البطولة الإفريقية/أكابر (15- 19 جوان)، كآخر محطة تنافسية، نالت خلالها ثماني ميداليات (ذهبيتان، وفضيتان، و4 برونزيات)، فيما توجهت، أول أمس (الإثنين)، إلى القرية المتوسطية، تحسبا للمشاركة في المحفل الرياضي الكبير بعاصمة الغرب الجزائري. وتجدر الإشارة إلى أن منافسات المبارزة خلال الألعاب المتوسطية، ستجرى بمركز المؤتمرات التابع لفندق "ميريديان" بوهران أيام 3 و4 و5 جويلية القادم. ويضم المنتخب الوطني كلا من بركاني رافاييل، وكرارية شريف، ومنور بن رقية، وقهام مروى، وزبوج يسرى، ومالك ليا رشا، وبونبي أكرم، وإيزم آدم، وبونشادة زكريا، وبوناصر بلسم، وبن ضياف سوسن، وكحلي زهرة، وبونقاب عبيق، ومحمد بلكبير كوثر، وحروي سليم، وماضي يوسف، وفلاح داني آدم، ومباركي مريم، وغمار نهال، وبن شقور سلمى وزبوج صونيا. أهداف متباينة للمنتخبين الوطنيين لكرة اليد وفي كرة اليد، يخوض المنتخبان الوطنيان لكرة اليد رجالا وسيدات، منافسات ألعاب البحر المتوسط بوهران 2022، بأهداف متباينة، في دورة اعتبرتها المديرية الفنية الوطنية للاتحادية الجزائرية، "مرحلة انتقالية" بالنسبة للتشكيلتين. وقد اعتبر المدير الفني الوطني للاتحادية كرد الواد احمد فيلالي، أن مهمة المنتخبين الوطنيين في موعد وهران، لن تكون باليسيرة سواء عند الرجال أو منتخب السيدات الذي يتواجد في مرحلة التجديد والبناء.. وقال: "عند الرجال سنلعب حظوظنا إلى آخر لحظة للتنافس على الأدوار الأولى، في ظل إشراك الفرق الأوروبية منتخبات أقل من 21 سنة مدعمين بعناصر ذات خبرة.. أما لدى السيدات، فإن فريقنا الوطني يتواجد في مرحلة إعادة البناء، وليس طموحه لعب الأدوار الأولى أمام منتخبات ذات مستوى عال، وإنما تحقيق أحسن ترتيب ممكن، واكتساب التجربة". وأكد المتحدث أن ألعاب وهران ستكون "محطة انتقالية ليس إلا" بالنسبة للمنتخبين الوطنيين اللذين يكدان من أجل تحقيق التأهل إلى المونديالين المقبلين، فضلا عن البطولتين الإفريقيتين المقررتين بمصر (9- 19 جويلية) بالنسبة للرجال، والسنغال (نوفمبر) للسيدات. وفي الطبعة 19 للألعاب المتوسطية، سيلعب منتخب الذكور بقيادة المدرب رابح غربي، في المجموعة الثانية رفقة إسبانيا، وتركيا، ومقدونيا واليونان، فيما أوقعت القرعة منتخب السيدات في المجموعة الثانية بمعية إسبانيا، وتونس وكرواتيا. وحول التحضير للموعد المتوسطي، أفاد فيلالي بأن السباعي الجزائري أجرى تربصات تحضيرية داخل الوطن، منها ما كان لاختيار اللاعبات بالنسبة لمنتخب السيدات، قبل التنقل خارج الوطن لمواصلة التحضيرات وإجراء لقاءات ودية، أبرزها في أفريل بالقاهرة (مصر) بالنسبة للرجال، الذين خاضوا مقابلتين أمام "الفراعنة" وانهزموا خلالهما 20- 33 و18- 35. وأضاف المدير الفني الوطني قائلا: "المنتخب النسوي مدعم بلاعبات ينشطن في الخارج، أبرزهن هدافة نهائي كأس فرنسا صبرينة زازاي (نادي بيزانسون)، كان أجرى تجمعا بتركيا، لعب خلاله مواجهتين وديتين أمام الفريق المعني بألعاب وهران، في استفادة منتخب الذكور من التنقل إلى إيطاليا، لإجراء تربص ومبارتين وديتين هناك".